ألمح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثناء زيارته للولايات المتحدة الى امكانية استمرار الوجود العسكري الامريكي في العراق الى ما بعد الموعد النهائي الذي حدده البلدان لانسحاب اخر جندي امريكي من البلاد بموجب الاتفاقية الامنية التي وقعها البلدان في العام الماضي، وبالمقابل رسم الرئيس الامريكي باراك اوباما الخطوط العريضة للعلاقة الجديدة بين بلاده والعراق وقال انه حان الوقت لتوسيع علاقات تشكلت في الحرب. وقال المالكي في كلمة امام المعهد الامريكي للسلام في العاصمة واشنطن ''إنه من الممكن اعادة النظر بهذا الاتفاق''. واشار المالكي ان الانقسامات بين الاكراد في الشمال وباقي اجزاء البلاد تشكل اكثر التحديات خطورة أمام العراق، وقال رئيس الوزراء العراقي: ''بموجب الاتفاقية، سينتهي الوجود العسكري الامريكي في العراق في عام ,2011 ولكن اذا كان العراق لم يزل بحاجة الى الخبرة التدريبية الامريكية وغيرها من اشكال الدعم سنعيد النظر في موعد الانسحاب في ضوء حاجة العراق.''، واضاف: ''انا واثق بأن الرغبة في هذا الشكل من التعاون موجودة لدى الطرفين." وتعتبر هذه التصريحات تحولا مهما في موقف الحكومة العراقية التي كانت تصر دائما على ان موعد الانسحاب الامريكي النهائي من العراق ثابت وغير خاضع للمساومة.من ناحية اخرى اجرى رئيس الحكومة العراقية محادثات في مقر وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون مع وزير الدفاع روبرت جيتس تركزت على احتياجات قوات الامن العراقية من اسلحة ومعدات، وقال جيف موريل الناطق باسم البنتاغون إن المعدات التي يرغب العراق التزود بها تشمل كل انواع الاسلحة من جوية وبرية وبحرية.وقال الناطق ''إن وزير الدفاع جيتس اكد للمالكي انه يبحث عن افضل السبل الكفيلة بتسريع عملية تسليح قوات الامن العراقية." من جهة أخرى ، رسم الرئيس الامريكي باراك اوباما الخطوط العريضة للعلاقة الجديدة بين بلاده والعراق الاربعاء انه حان الوقت لتوسيع علاقات تشكلت في الحرب. وقال اوباما ''الولاياتالمتحدة والعراق عرفا اوقاتا صعبة معا، الان كلانا يتفق على ان الروابط التي تشكلت بين الامريكيين والعراقيين في الحرب يمكن ان تمهد الطريق لتقدم يمكن تحقيقه في السلام". وتشير تعليقات اوباما الى ان إدارته تريد أن تقلب صفحة الحرب في العراق مع تركيزها على الصراع في افغانستان. وقال ان الولاياتالمتحدة ماضية وفق الجدول الزمني المحدد لسحب جميع قواتها من العراق بحلول نهاية 2011 . يشار الى ان القوات الامريكية احتلت العراق في 2003 وما زال 130 ألف جندي امريكي في العراق لتأمين البلاد وتدريب القوات العراقية. وقتل حوالي 4300 جندي امريكي وعشرات الالاف من العراقيين وتشرد ملايين اخرون على مدى السنوات الست الماضية.ويأتي اجتماع المالكي مع اوباما في وقت حاسم، وتريد واشنطن وبغداد التحرك نحو تطبيع الروابط والابتعاد عن علاقة هيمنت عليها المسائل الامنية، وتهدف زيارة المالكي الى الولاياتالمتحدة والتي تستغرق اسبوعا الي إظهار استقلال العراق عن واشنطن وتشجيع المستثمرين الاجانب على العودة وتجديد الضغط من اجل ان ترفع الامم المتحد اجراءات عقابية لتعويضات الحرب. وحث اوباما مجددا المالكي على السير قدما في المصالحة الوطنية، وعبر مسؤولون امريكيون في السابق عن القلق من عزوف الحكومة العراقية.