احتج المخرج السينمائي الفرنسي من أصل يوناني كوستا غافراس على إلغاء مقطع من شريط قصير أخرجه ويبث في متحف الأكروبول الجديد يظهر فيه المسيحيون وهم يتلفون منحوتات من ''البارثينون''. وأفادت صحيفة ''الفثيروتيبيا'' أن مسؤولين في وزارة الثقافة والمتحف الجديد قرروا إزالة قسم طوله دقيقة ونصف دقيقة من شريط مدته 13 دقيقة إثر شكاوى من ''أشخاص انزعجوا من المشهد''. ويظهر في المشهد الذي تم قصه المسيحيون الأوائل وهم يرتدون ثيابا غير أنيقة ويصعدون على سلالم إلى ''البارثينون'' لتدمير منحوتات وإزالة تماثيل. وصرح المخرج لقناة ''ميغا'' الخاصة ''أنها رقابة لا تحتمل'' موجها أصابع الاتهام إلى الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية. وقال كوستا غافراس في تصريحات نشرتها ''الفثيروتيبيا'' ''اعتبر ذلك محزنا جدا وغير مقبول بالنسبة لليونان البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والذي تنصاع فيه الدولة لمسؤولين في الكنيسة''. وأضاف المخرج أن ''الفيلم يستند إلى وقائع ثابتة تاريخيا أنه يمثل الأضرار التي تعرضت لها التحف من قبل الإنسان، وأن المسيحيين الأوائل أضروا بالتحف والمنحوتات لأسباب عدة وأحيانا لمجرد أن التماثيل العارية كانت تزعجهم''. وقد اقتلع لودر ألجين الدبلوماسي البريطاني لدى العثمانيين الذين كانوا يهيمنون حينها على اليونان من البارثينون بداية القرن التاسع عشر حوالي 12 تمثالا من التحف الشرقية و15 تحفة. وأوضح مدير المتحف أن ''بعضهم رأوا في الشخصيات المتحركة كهانا وليس شخصيات من تلك الحقبة وتفاديا لأي سوء تفاهم، ونظرا لأن الفترة المشار إليها التي حصلت فيها الأضرار لا شك فيها، لكن ظروفها غير معروفة، اعتبرنا من المفيد الاحتفاظ بطبيعة الحال بمرجع الواقعة وسحب مشهد يدوم 12 ثانية ليس له علاقة بجوهر الوقائع وهو ما لا يمثل بشكل أكيد أي شكل من أشكال الرقابة''.