دعا عز الدين ميهوبي كاتب الولة لدى الوزير الأول المكلف بالإعلام كل السينمائيين العرب إلى ضرورة الالتفاف حول سياسة التحالف بين كتاب الرواية و صناع الأفلام ، مشيرا إلى أهمية العودة إلى الرواية العربية من اجل إعادة بعث سينما بمثل عمق وجدية ما قدم حينما كان هناك وعي سينمائي بأن الرواية أهم روافد السينما . كما أوضح ميهوبي خلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الندوة الفكرية السينما العربية بين الرؤى الكلاسيكية و الرؤى الحديثة التي تندرج في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران الأسس التي كانت سببا في بقاء الأفلام الكلاسيكية في الذاكرة العربية، عكس ما أصبح يقدم من أفلام سطحية مناسباتية، مستشهدا بعديد الأفلام العربية التي استطاعت أن تحقق الطفرة لاعتمادها على عمل روائي مهم، على غرار فيلم عمارة يعقوبيان المقتبسة من رواية الكاتب المصري ''علاء الأسوانيس. وفي ذات السياق أرجع ميهوبي سبب ما أصبحت عليه السينما العربية من حالة انحدار هو تخليها عن النصوص الثقيلة، وحالة الفصام الموجود بين الرواية و السينما، رغم امتلاك الوطن العربي أسماء روائية من الدرجة الممتازة، مثل الروائي عبد الرحمان منيف والطاهر وطار وواسيني الأعرج و علاء الأسواني، حيث دعا ذات المتحدث المنتجين العرب إلى العودة إلى القراءة و البحث بين أدراج المكتبات العربية قائلا ''لابد من الوعي بضرورة المحافظة الدائمة على حالة التماس بين المنتج والروائي. كما طرح أيضا وزير الدولة وبحضور نخبة السينمائيين والإعلاميين العرب مشكل محلية المواضيع، التي تطرحها السينما العربية والتي تبتعد كثيرا عن مقتضيات العولمة وقضايا الحال، حيث أكد ميهوبي على ضرورة تحقيق المقاربة بين ما كتبه ابن خلدون في وقته و ما تقدمه السينما العربية اليوم، مبرزا حاجتها إلى استعادة الصورة الافتراضية لهذا المفكر الذي سبق عصره. من جهة أخرى تحدث ميهوبي عن مشكل التمويل الذي كان دائما حسبه المشكل الأكبر بالنسبة لصناع السينما في الوطن العربي بسبب غياب صناديق دعم السينما في الدول العربية، و عليه دعا الوزير إلى إنشاء صندوق عربي يدعم السينما إنتاجا و تكوينا . وقد كانت الندوة فرصة أعلن ضمنها رئيس الجلسة الناقد السينمائي ''سعيد ولد خليفة'' عن مشروع سينمائي سيجمعه مع ميهوبي ككاتب سيناريو لفيلم يروي المسيرة النضالية لأسد آخر من أسود الثورة الجزائرية ''أحمد زبانة'' .