عاد التوتر ليخيم من جديد على بعض المناطق الجنوبية من اليمن بعد استهداف أنصار الحراك الجنوبي لدورية أمنية بمحافظة أبين، شرقي مدينة عدن، في الوقت الذي رفض فيه الشيخ طارق الفضلي أحد قادة الحراك الجنوبي طلبا من اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة. تبادل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وما يعرف بالحراك الجنوبي الاتهامات بشأن المسؤولية عن الأحداث الجارية في جنوب البلاد. جاء ذلك بعد مقتل أربعة جنود وإصابة خامس في كمين نصبه من سموا بالعناصر التخريبية في محافظة أبين الجنوبية. وقال طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إن ''عناصر تخريبية'' وضعت نفسها في يد الشيطان وعملت على تنفيذ أجندات أجنبية هدفها إقلاق أمن المجتمع اليمني واستقراره. واتهم الشامي طارق الفضلي القيادي في الحراك الجنوبي ''وبعض العناصر المتطرفة ممن كانوا في أفغانستان'' وعناصر تبقوا من النظام الجنوبي السابق، بالضلوع في أعمال العنف التي خلفت قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية. وأشار الشامي إلى أن ''كل ذلك قد كشف القناع'' عن طبيعة قوى الحراك حيث أنه ''لا يوجد ما يسمى بحراك أو احتجاج سلمي، وإنما هناك أعمال تخريبية تستهدف أمن واستقرار المجتمع''. من جهة أخرى ذكرت تقارير صحفية أن نائب رئيس البرلمان اليمني محمد علي الشدادي والذي ينتمي لمحافظة أبين مسقط رأس الفضلي، وصل إلى منزل الشيخ الفضلي في زنجبار أبين لتسليمه رسالة تضمنت إنذاراً شديد اللهجة وطلباً بمغادرة اليمن خلال 72 ساعة إلى جهة غير معلومة. وأضافت، إن الفضلي أبدى رفضه القاطع لمغادرة البلاد مهما كانت الأسباب، وبحسب تصريحات صحيفة نقلها شقيقه فإن الشيخ الفضلي رفض السماح للمبعوث الرئاسي بمواصلة الحديث والانتهاء من سرد فصول العرض. وأفاد إنه طلب من الموفد تبليغ الرئيس علي صالح أنه باقٍ في منزله وعلى تراب أرض وطنه ولن يخرج منها إلى أي مكان آخر إلا جثة هامدة وشهيداً لأجل الجنوب وقضيته. وأشار التقارير إلى أن رسالة صالح الشفوية إلى الفضلي تضمنت كذلك عدم نصب خيمة للعزاء أمام منزل الشيخ الفضلي في قتلى مواجهات الأسبوع الماضي وعدم رفع أعلام دولة الجنوب وأنه سيتحمل أية مسؤولية قد تحدث عن عدم انصياعه لتلك التعليمات.وإزاء ذلك، حذر مشائخ ووجهاء وأعيان قبيلة المحاثيث الفضلية أكبر قبائل آل فضل في أبين السلطات الرسمية من أي محاولة قد تقدم عليها لاستهداف الشيخ الفضلي. وكان الفضلي أقام مهرجان جماهيري كبير الخميس الفائت بالقرب من منزله بأبين، وفي أعقاب ذلك اندلعت مواجهات دامية بين أنصاره وقوات الجيش أدت إلى قتل وجرح العشرات. والفضلي كان حليفاً للرئيس علي عبدالله صالح قبل أن يعلن انضمامه إلى قوى ما بات يعرف ب''الحراك الجنوبي''.