دعا مربي النحل فيلالي رابح من ولاية قسنطينة، إلى عدم الاكتفاء باستهلاك العسل الطبيعي في حالة المرض فقط أي تحويلها إلى مادة علاجية، باعتباره وقاية من كل من الأمراض، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية احتكاك المربين بالمواطنين، من خلال المعارض التي من شأنها تنويره بمختلف أنواع العسل المتوفرة وتحويل اهتمامه من البحث في السعر إلى البحث في النوعية باكتسابه ثقافة جديدة في هذا المجال ومساعدته على التخلي عن الأفكار الخاطئة، كاستعمال طرق تقليدية لا أساس لها من الصحة للتعرف على نوعية وجودة العسل. شدد النحال فيلالي رابح، في لقاء خاص جمعه ب''الحوار'' على هامش المعرض البلدي الأول للعسل الذي يختتم اليوم ببلدية سيدي امحمد، بمشاركة الفدرالية الوطنية لمربي النحل، على جملة العوامل التي تدخل في تحديد أسعار العسل بالجزائر، والتي يراها جد معقولة مقارنة بتكلفة الإنتاج ونقص مواطن جمع الرحيق التي تعرف تراجعا متزايدا بسبب تغير العوامل المناخية من ارتفاع لدرجة الحرارة ونقص عدد الأشجار الغنية بالرحيق كالكاليتوس مثلا، ما يجعل المربي في تنقل دائم بين الولايات بحثا عن الغطاء النباتي الوفير. وقال محدثنا، من واجب المربي في مثل هذه اللقاءات أن يشرح للمستهلك كل هذه العوامل وإقناعه باسترجاع الثقة في المنتوج الوطني كونه من أجود وأحسن الأنواع على المستوى العالمي. فاسترجاع ثقة المستهلك تعد الخطوة الأولى في سلم إنعاش تربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي ومساعدته على الصمود في وجه المنافسة الأجنبية له في عقر داره، من خلال المنتوجات المستوردة، والتي تضاف إلى جهود كل من فدرالية مربي النحل ووزارة الفلاحة عبر غرفها الولائية المختلفة المنصبة في نفس السياق، بفتح تخصص تربية النحل عبر مختلف مراكز التكوين المهني وكذا مساعدة الشباب من الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، على الحصول على القروض المصغرة في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب أو برنامج التنمية الفلاحية، ما يرفع في عدد المنتجين وبالتالي كمية الإنتاج، لتكون هناك منافسة داخلية حول النوعية ومنه تخفيض الأسعار التي تعود بالفائدة على المستهلك الذي أصبح يرى أن العسل من الكماليات، خاصة بالنسبة لأرباب العائلات من ذوي الدخل المحدود. قبل أن يكون علاجا ... العسل وقاية ينتج السيد فيلالي رابح مربي النحل على مستوى ولاية قسنطينة 4 أنواع من العسل، لكل واحد منها خصائصه ومزاياه. فلكل من عسل السدرة وعسل السلة وعسل كل الزهور وعسل الكاليتوس فترة معينة من السنة. فالسدرة مثلا، حسب ما أوضحه ذات المربي، يكون إنتاجها ما بين 25 جوان و10 جويلية. وذكر أن الحكمة تظهر في كون النحلة قادرة على إنتاج العسل من جميع النباتات الغنية بالرحيق على اختلاف فصول السنة والمناطق أيضا، فيكون العسل متوفرا طيلة السنة. يعتبر العسل من المواد أو الأغذية الوقائية كونه يصنف كمضاد حيوي طبيعي، يقلل بنسبة كبيرة جدا فرص الإصابة ببعض الأمراض، ما يستدعي تنظيم، في إطار أو على هامش معارض البيع، حملات تحسيسية، يصبح المستهلك خلالها يبحث في كل مرة عن تجريب نوع جديد من العسل والتعرف على مزاياه بدل انشغاله في البحث عن الأسعار والاشتكاء من ارتفاعها. فلو تم تثقيفه بطريقة أصح سيتغير حتما اهتمامه، وبازدياد الإقبال على استهلاك العسل الطبيعي المنتج محليا سنعمل نحن، كمربين، جاهدين انطلاقا من الإمكانيات التي تضعها تحت تصرفنا وزارة الفلاحة على التقليل من تكلفة الإنتاج وبالتالي من الأسعار. ودعا المستهلك إلى استرجاع الثقة بالمنتوج المحلي والتخلي عن الطرق التقليدية الخاطئة للتعرف على نوعية العسل الطبيعي وجودته كحرقها أو تجميدها في الثلاجة غيرها، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتعرف على ذلك تتم علميا في المختبر.