تعرف مهنة تربية النحل إقبالا كبيرا من طرف الشباب لكونها مصدر رزق جيد، بالإضافة إلى أنها مهنة تستهوي محبي الطبيعة، وفي هذا الشأن يقول الأمين العام لجمعية مربي النحل بولاية تيبازة أحفير حكيم، إنه بدأ ممارسة هذه المهنة منذ سنته الجامعية الأولى، لإعجابه بهذه المهنة بالإضافة إلى كونها مدرة للدخل• وأضاف المتحدث أن جمعيته تساهم في بيع كل منتجات النحل من عسل وحبوب الطلع والشمع الهلام الملكي وحتى النحل لمن أراد تربيتها• وعن فوائد حبوب الطلع يقول المتحدث إنه عبارة عن بروتين نباتي لذا ينصح به للرياضيين وكمال الأجسام بدل استهلاكهم لمواد كيماوية قد تضر بصحتهم لاحقا، كما ينصح به للنساء الحوامل والأطفال، مشيرا إلى أنه علينا الاستفادة من النحل قدر الإمكان، حتى سم النحل فهو يتميز بخواص علاجية لذلك يستعمل لعلاج كثير من الأمراض كالإيدز والتهابات الأعصاب والحمى الروماتيزمية وغيرها، لأنه يحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة والأحماض و مواد أخرى• وأكد أحفير أن جمعيته تحاول البحث عن أنواع جديدة للعسل لأن كل نوع مفيد لمرض معين، وفي هذا الصدد يقول أحفير ''إنه مع التطور العلمي صار بإمكان كل شخص أن يختار العسل المناسب للمرض الذي يعاني منه، فعسل الحوامض مثلا غني بالفيتامين ''ج''وهو مفيد جدا لحالات الأنفلونزا والزكام والبرد وهو فعّال ضد الأوجاع المعوية ومهدئ للاضطرابات العصبية والأرق''• وأضاف المتحدث أنه من أجل التنويع في العسل يضطر أصحاب النحل إلى التنقل للمناطق مختلفة من الوطن، وللحصول على عسل ''الماغرامان'' لابد من نقل النحل إلى المكان الذي توجد فيه هذه العشبة الطبية بكثرة، مثل منطقة سوق الإثنين، وعن فوائد عسل ماغرامان قال أحفير إنه عسل مر وليس كباقي أنواع العسل وهو مفيد لشفاء الجروح وينصح به للأشخاص الذين أجروا عمليات جراحية• من جهته، أكد فيلالي رابح، رئيس تعاونية فيلالي لتربية النحل بولاية قسنطينة، أن جودة العسل لا تعرف إلا عن طرق عرض عينة منه على المخبر، فهو من يحدد تطابقه مع معايير الجودة من عدمها، وقال المتحدث مثلا نسبة السكر لابد أن تتراوح بين1و4 بالمئة، ونسبة الفركتوز بين 36و38بالمائة، ونسبة الغلوغوز بين 50 و56 بالمئة، أما الرطوبة فتتراوح نسبتها بين 16و20 بالمئة، إذا زادت تتسبب في تلف العسل• كما أكد المتحدث ضرورة الانتباه إلى مدة الصلاحية التي لابد أن لا تتجاوز الثلاث سنوات لأن العسل يفقد قيمته العلاجية بعد مرور هذه الفترة• ونصح المتحدث باستهلاك العسل وهو في حالته الطبيعية دون اللجوء إلى تسخينه، لأن تعرض العسل للحرارة من شأنه إنقاص فعاليته وقد يتعدى الأمر إلى إلحاق الضرر بمستهلكه، مشيرا إلى أنه لابد من تشجيع المواطن على استهلاك العسل الطبيعي من باب الوقاية، ما دام العسل متوفرا وما على المستهلك إلا اختيار النوع الذي يناسبه، وأضاف المتحدث أن تعاونيته تنتج عدة أنواع منها عسل السدر، الكاليتوس، السلة، الزهور، وعسل السدر مفيد لمرضي السكري لأن نسبة الغلوغوز فيه منخفضة• وأضاف قشيدة حسن مربي نحل أن تعاونية أمدني وقشيدة من ولاية تيزي وزو يهتم بتنويع العسل وهو ينتج حوالي اثنا عشر نوع من العسل منها عسل الريحان، حب الملوك،الزعرور، الحلحال، عسل الغابة السوداء وكل الزهور• أما سيد علي من ولاية بومرداس، شاب في مقتبل العمر ورث المهنة عن والده، فقد تطرق إلى مشكل أعداء النحل على رأسها حشرة ''لا فاروا'' بالإضافة إلى أنواع أخرى منها الدبور، النمل، وقال بأنه من أجل القضاء على هذه الآفات لابد من استعمال الدواء الذي يتم استيراده من الخارج وتكلفته باهظة، فضلا عن عدم توفره في كل الأوقات• وللإشارة، فإن مربي النحل استحسنوا المشاركة في هذا الصالون الذي نظم بمساهمة الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مربي النحل والتي شاركت في التظاهرات الثقافية والاقتصادية المحلية والوطنية، في انتظار المعرض الذي سيقام في 12نوفمبر بجسر قسنطينة ومعارض أخرى من شأنها تقريب منتج العسل مع مستهلكها وإعادة الثقة بينهما•