عشرات الملايين في بلد الحرية والتحرر يضيقون ذرعاً بعشرات المسلمات اللواتي غطين أجسادهن بشكل كامل طوعاً باريس في فرنسا 367 امرأة مسلمة تغطي جسدها بالكامل من الرأس حتى أخمص القدمين عن طريق النقاب أو البرقع. أعلنت نهاية الأسبوع وزارة الداخلية الفرنسية بأن قرابة 400 منقبة تنشرن الرعب في فرنسا في الوقت الذي تقوم فيه بعثة برلمانية بالتحقيق في هذه الظاهرة. وأوضح مصدر في الوزارة أن هذا العدد هو نتيجة ''إحصاء أولي سريع ستليه دراسة أعمق'' لعدد هؤلاء. وقد جرى هذا الإحصاء خلال الشهر الحالي. ولا تتضمن مذكرة لجهاز آخر في وزارة الداخلية تقديراً عددياً، لكنها تشير إلى ظاهرة هامشية تشمل نساء شابات دون 30 سنة يعشن غالباً في المدن ويرغبن طوعا في تغطية أجسادهن ولا يكتفين بذلك، بل وينشطن ويدعون إلى ذلك. وكانت هذه القضية قد أثيرت مطلع جوان الماضي عندما أعرب النائب الشيوعي اندريه جيران عن القلق لظاهرة المنقبات وطالب بإجراء تحقيق في هذا الصدد. وعلى الأثر، أثيرت نقاشات صاخبة بشأن ملائمة سن قانون يحظر النقاب والبرقع يطالب به أنصاره باسم احترام حقوق المرأة، فيما يشدد معارضوه على خطر وصم الإسلام عامة. وفي خطاب أمام البرلمانيين الفرنسيين في 22 جوان الماضي، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الحجاب الكامل الذي يغطي الجسم كله ''ليس مرحبا به في الأراضي الفرنسية''. وفي النهاية، تشكلت بعثة تحقيق برلمانية تضم 30 نائباً من جميع التيارات السياسية برئاسة جيران لتحديد إبعاد هذه الظاهرة. ومن المقرر أن تنشر البعثة تقريرها في آخر جانفي .2010 وقال جيران في بيان صدر نهاية الأسبوع ''أجد أن الرقم المقدم مثير للسخرية''، مضيفاً أن ''الغطاء الكامل ليس سوى جبل جليد مغطى بالسواد. علينا ألا ننخدع لأن السلفيين والمتطرفين الإسلاميين يسعون إلى بسط هيمنتهم على الحياة المدنية في بعض أراضي بلادنا''. وكانت فرنسا، الدولة المتمسكة بقوة بالعلمانية، أصدرت عام 2004 قانوناً يحظر وضع الشارات الدينية ومن بينها الحجاب الإسلامي في المدارس.