كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن وجود خطة سرية أمريكية تهدف لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية فى النصف الثاني من العام القادم، للقضاء نهائياً على طموحات طهران النووية، وجاء الكشف عن وجود خطة سرية متزامنا مع تأكيدات مصادر أوروبية عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما و حلفائها الأوروبين على فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران حال إخفاقها في الاستجابة لعرض عقد مفاوضات بشأن برنامجها النووي. وقال موقع ديبكا الإخباري العبري إن ملامح الخطة الأمريكية بدأت اليوم فى الظهور مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية ''البنتاغون'' ضرورة الإسراع فى برنامج إدخال القنابل الجديدة ''الخارقة للمخابئ الأرضية''، للخدمة العملية العسكرية حتى يوليو من عام ,2010 أي بعد عام من الآن. وأضاف أنه لم يكن من قبيل المصادفة ما كشفت عنه صحيفة التايمز البريطانية من أن إيران تمكنت بالفعل من امتلاك التكنولوجيا اللازمة لتصنيع وإطلاق رأس نووي باستخدام صواريخ شهاب 3 طويلة المدى، وأنها بانتظار الحصول على إذن من القائد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي لإنتاج قنبلتها الأولى. وهذا يعني، حسبما ذكر موقع ديبكا، أن إيران ستمتلك أول قنبلة نووية، فى الوقت الذى ستدخل فيه القنبلة المخترقة للخدمة العملية بالجيش الأمريكي.وأوضح الموقع العبري أن هذه التفسيرات تتناسق مع المعلومات التى ترددت بشأن إطلاع مسئولين أمريكيين كبار تل أبيب عن تفاصيل خطة أمريكية جديدة للتعامل مع إيران خلال الفترة القادمة، خاصة مطالبتهم المسئولين ''الإسرائيليين'' والإعلام الصهيوني، التزام الهدوء بشأن البرنامج النووي الإيراني. ونقل موقع ديبكا عن مصادر أمريكية مطلعة قولها إن هناك قنابل أخرى مدمرة مازالت فى طور التطوير، وجميعها ستدخل الخدمة العسكرية العام القادم، مما قد يعكس تغيراً فى رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن استخدام القوة مجددا ضد إيران، بعد إدراكه أن الحوار السلمي معها لن يجدي، ولن يثنيها عن محاولاتها لامتلاك أسلحة نووية.واختتم الموقع العبري تقريره بتصريحات خاصة من كينت كيتسمان خبير الشئون الإيرانية بقسم الأبحاث التابع للكونجرس الأمريكي، والتى أكد فيها أن تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية بشأن القنبلة الجديدة ربما يكون الهدف منها مجرد التلميح لإيران وكوريا الشمالية بأن واشنطن تقوم بتطوير خطط عسكرية حقيقية للرد على برامجهما النووية.من جهة نقلت جريدة ''الشرق الأوسط'' عن المصادر الأوروبية حدوث مشاورات بين ادراة اوباما وشركائها الاوروبيون لفرض عقوبات على نظام طهران ، واوضحت المصادر ان '' العقوبات المقترحة تدور حول وقف واردات البلاد من الجازولين والمنتجات النفطية المكررة الأخرى''. وتناولت الإدارة الأمريكية مع حلفائها الأوروبيين وإسرائيل خيار اتخاذ إجراءات ضد الشركات العالمية التي تمد طهران ب40% من احتياجاتها من الجازولين .ويحظى القانون الذي من شأنه منح أوباما هذه السلطة برعاية 71 عضوا بالفعل داخل مجلس الشيوخ، ومن المتوقع تمرير تشريع آخر مشابه بمجلس النواب.وخلال زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي، نوه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز، بإمكانية فرض مثل هذه العقوبات خلال لقائه بمسؤولين إسرائيليين. لكن مسؤولين آخرين بالإدارة أعربوا عن اعتقادهم بأن هدف جونز كان تعزيز حجة أوباما حول ضرورة توقف الحكومة الإسرائيلية عن التلميح إلى إمكانية شنها هجوما عسكريا ضد المنشآت النووية الإيرانية حال عدم إحراز تقدم هذا العام، ومنح الإدارة الأمريكية بعض الوقت لفرض ما وصفته وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، بأنه ''عقوبات معطلة'' يمكن أن تجبر طهران على التفاوض. يذكر أن إدارة بوش سبق أن درست ورفضت محاولة تنفيذ خطة لقطع إمدادات الجازولين عن إيران، التي رغم إنتاجها النفط، تفتقر إلى قدرة تكرير كافية لسد احتياجاتها من الجازولين ، الا ان فرض هذا الحظر ينطوي على مخاطر وصعوبات بالغة، ذلك أنها تتطلب مشاركة روسيا والصين وعدد من الدول الأخرى التي تستفيد من التجارة مع إيران.في المقابل، هددت إيران بالاستجابة لمثل تلك العقوبات بوقف صادراتها النفطية وإغلاق مضيق هرمز، في وقت يعاني الاقتصاد العالمي ظروفا عصيبة.