رغم التطمينات التي أدلى بها صالح صويلح الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أثناء الندوة الصحفية التي تم عقدها مؤخرا بمقر الاتحاد بالعاصمة، والمتعلقة بانخفاض الأسعار وبقائها على نفس الوتيرة التي هي عليها الآن خلال شهر رمضان الداخل، غير أن ذلك لم يحدث فعلا، حيث بقيت هذه التطمينات مجرد ''تكهنات'' و''آمال'' لم تتحقق بعد، ولن تتحقق على حد قول معظم المواطنين، الذين انزعجوا بشدة للواقع الأليم الذي تعيشه الأسواق الجزائرية لارتفاع الأسعار بعد أقل من أسبوعين دخول الشهر الفضيل. رمضان 2009 .. أسعار ملتهبة وحرارة مرتفعة بعد 15 يوما من اليوم يحل علينا شهر رمضان ضيفا عزيزا ككل سنة، غير أن هذا العام استثنائي مقارنة بسابقيه، حيث سيكون حارا وساخنا إلى أبعد المقاييس لسببين، أولهما يعود إلى حرارة الطقس والجو، إذ يتزامن مع شهر أوت من موسم الصيف، والثاني لارتفاع الأسعار، ما يجعل هذا الشهر يلهب جيوب المواطنين دون أدنى شك، إلا من تيقن بأن شهر رمضان الكريم هو شهر عبادة وطاعة دون أن يشغل نفسه بأسعار السوق الجزائرية وحرارة الجو العالية. في هذا الشأن قامت جريدة ''الحوار'' بخرجة ميدانية استطلاعية عبر الأسواق والمحال التجارية الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، كسوق الخضر والفواكه بالرغاية وباش جراح والرويبة وباب الوادي، وعادت بهذه الأجواء الحرارية قبل أقل من أسبوعين من دخول الشهر الفضيل. حيث وبمجرد بدء العد التنازلي لشهر رمضان المعظم بدأ لهيب بعض السلع والمواد الأكثر استهلاكا يطفو على السطح ويُلهب جيوب المواطنين، لاسيما البسطاء، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى أكثر من 350 دينار، في وقت كان يباع في فصل الصيف عادة بأبخس الأثمان، إذ يصل إلى غاية 150 دينار وأقل أحيانا، في الوقت الذي وصل إلى 370 دينار في بعض ولايات الوطن دون الحديث عن ثمن اللحوم الذي ارتفعت إلى 800 دج، شأنها في ذلك شأن مادة السكر التي قفز سعرها من 60 دينارا للكيلوغرام الواحد إلى 70 دينارا، وهو ما يبرهن حسب المتتبعين استمرار ارتفاع معظم المواد الأكثر استهلاكا إلى غاية نهاية الشهر الكريم إن لم نقل النصف الأول منه على أقل تقدير مثل ما جرت العادة في ظل استمرار انعدام الرقابة والمضاربة وانتشار الوسطاء، الذين أشعلوا لهيب الأسعار مثل ما هو حاصل في أسواق الخضر والفواكه، حيث قفز سعر البطاطا إلى 45 دينارا بعدما كان لا يتجاوز ثمنها 25 دينارا منذ أقل من شهرين، شأنها في ذلك شأن منتوج الطماطم التي أضحت تباع في الأسواق بأكثر من 50 دينارا. الأمين العام لاتحاد التجار يؤكد توفر المواد الأكثر استهلاكا في ذات السياق أكد صالح صويلح الأمين العام لاتحاد التجار الحرفيين الجزائريين، عن توفر مخزون كاف على المستوى الوطني متعلق بالمواد الأكثر استهلاكا في رمضان، داعيا التجار إلى ممارسة نشاطهم خلال الشهر المعظم بروح عقلانية وبوعي في مجال الأسعار، كما ذكر أن الإنتاج الوطني السنوي للحوم الحمراء يقدَّر ب000 300 طن، بينما يقدَّر إنتاج اللحوم البيضاء ب000 25 طن، مضيفا أن استهلاك الحبوب يقدَّر ب65 مليون طن سنويا. وأوضح أن الاستهلاك الوطني الشهري للزيت يقدَّر ب000 35 طن، واستهلاك البن ب000 80 طن، مضيفا أن مليون طن من السكر يستهلك سنويا، و000 130 طن من البطاطا خُزنت لحد الآن و000 ,40 طن من اللحوم الحمراء متوفر و000 65 طن من البن أيضا مخزنة. في هذا الصدد أرجع المتحدث ارتفاع الأسعار الذي يسجل كل سنة بداية شهر رمضان لاسيما أسعار اللحوم والفواكه والخضر، إلى وجود السوق غير الرسمية من جهة ولغيابالقوانين التي تحدد هوامش الفوائد من جهة أخرى، واعتبر أن الأسعار حرة مما يتطلب تجنّد جميع الأطراف المعنية بالتجارة من أجل إعداد قانون يضع حدا للتجاوزات الملاحظة وتنظيم السوق الوطنية، كما صرح بأن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين لا يمكنه أن يعاقب التاجر، وأن مراقبة الأسعار ليست من صلاحياته. ويبقى المواطن الجزائري البسيط المتضرر الوحيد من هذه المعادلة الصعبة '' لهيب الأسعار...ارتفاع درجات الحرارة''، في هذا الشهر الفضيل وما يسعنا كأداة إعلامية سوى إيصال إنشغالات الموطنين إلى المسؤلين لعلهم يتدخلون ويضعون حدا لفوضى السوق من خلال ضبط الأسعار وخفضها قليلا، وتوفير المنتوج حتى لا يقع المواطن فريسة سهلة في يد من سولت لهم أنفسهم الربح السريع بشتى الطرق والوسائل.