اللحظة الآن للعطل.. والعطلة معناه التحرر من النشاط العملي وما يتطلبه من لزوميات الجهد والوقت والضغط والروتين والانخراط في نشاط ترفيهي أو استحمامي وثمة من يختار اللانشاط، واللاحركة وبرحلة للراحة والتوقف عن حركة اليومي.. وكل حسب مفهومه الخاص للعطلة وحسب قدراته وإمكانياته المادية.. ولكن هل للجزائري فعلا ثقافة للترفيه وهل يعيش حقا ضمن الترفيه كنمط سلوكي وضرورة صحية نفسية وجسدية في الأعوام الأخيرة الكل لاحظ الانتعاش الكبير الذي طرأ على ذهنية الجزائرية ومفهومه لفترة العطلة.. لقد تطورت الحياة وتطور معها السلوكات وكيفية الاستمتاع بالحياة وبفترات الراحة، ورغم الحركية الكثيرة التي تشهدها المحطات والمطارات بفعل الإقبال المتزايد على التنقل والسفر لاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة لا زالت ثقافة الترفيه بعيدة عن مرماها الأصح.. الترفيه عند الأغلبية يساوي التكلفة ودفع مبالغ عالية لقضاء أيام في أي بلد آخر موطنه السفر هي الطاغية هذه الأعوام بأي تكلفة وبأي طريقة.. ثمة من لا يضايقهم الحصول على قروض بنكية بفوائد عالية من أجل دفع مصاريف السفر.. وثمة من يجازف بادخار سنة كاملة أو أكثر ويضعه بكامله في لزوميات السفر.. ليعاني بعدها ضغوطات الاقتطاعات القاسية من راتبه وصعوبة تسيير ميزانية معيشه اليومية. الأمر أصبح يتطلب تطوير وترقية ثقافة الترفيه عندنا.. فالترفيه ليس مرتبطا فقط بالسفر للخارج وصب أموال طائلة بالعملة الصعبة هناك.. فالجزائر مليئة بالأمكنة السياحية وتزخر بإمكانيات طبيعية لا تتوفر عليها الكثير من البلدان الأخرى.. أعرف أن التمتع بثراء بلادنا الطبيعي مكلف أيضا لكن الوقت قد حان ليضطلع كل المجتمع بجميع مكوناته بلفت انتباه الجزائري بجمال بلاده وتخليصه من عبء مصاريف العطل حتى لا ينقلب دورها من تجديد الطاقة والنشاط إلى تجديد المشاكل والضغط اليومي.