بأدائه لليمين الدستوري، يكون الثوري المدعوم ب''الباسيج'' التعبوية ،الفارس أحمدي نجاد قد تمكن من استرجاع جواده ،وان كان لكن بدون لجام حيث فلت منه وكاد أن يسقط يومها من على صهوته في سباق اختلت فيه الموازين ،بعد هبوب عواصف هوجاء لم ترصد ،ولم يحسب لها أي حساب مسبق على ما يبدو، تسببت في حجب الرؤية ما نتج عن ذلك احتكاك نزفت فيه دماء قيل أنها توقفت والتأم جرحها ،بينما يرى البعض أنها مرجحة للنزيف مرة ومرات أخرى ،بسبب ما تولد من ضغائن قد تثار في أي لحظة وما لها من مخلفات منصهرة ،خاصة ونحن نعرف أن هذا الشعب معبأ إلى حده، حد التخمة بالفكر الثوري ما يسهل انفجاره من حين لأخر إلى ضده ،لكن وما نتمناه نحن هو أن يقي الله خلقه كل مكروه . إننا نرى أن الفارس الفارسي سينطلق خاضعا إلى قواعد اللعبة الجديدة ،بنفس جديد والتي لا تختلف عن قاعدة تعرف في رياضة كرة القدم، تقول أن الشوط الأول للاعبين والشوط الثاني للمدرب ،فان نجاد وان انفرد في الشوط الأول والعهدة الأولى بالكثير من الصلاحيات والقرارات ،فانه سيجد نفسه مجردا من كل ذلك هذه المرة، وقد لا يرغب المغامرة كثيرا لأنه مجبر التنفيذ وبدون نقاش لما يتلقاه من قرارات وتوجيهات ترد من الجهات العليا والفاعلة وكانت حادثة تعيينه لصهره وإقالته له مكرها دليلا على ذلك ، وبداية اختبار في بيت الطاعة وستكون الجهات العليا مجبرة بدورها هذه المرة انتهاج سياسة المرونة وربما الانسلاخ واتقاء فلسفة محمد تقي والمسايرة لا المعاسرة لتفادي السقوط الحر ،سقوط بات يهددها في خضم الضغط الداخلي والخارجي ،ما يؤشر على أن الفارس نجاد سيجد نفسه يطوف ربوع العالم الغربي هذه المرة كسفير للنوايا الحسنة، مباشرة بعد تشكيل حكومته الجديدة على عجل ،وان ترددت العديد من هذه الدول إبراق التهاني لنجاد ،إلا أنها ردت الباب في وجهه ولم تحكم إقفاله لحاجة في نفس يعقوب واعترفت بملكيته لذلك الجواد وهو ما بادرت به الإدارة الأمريكية ، التي اعترفت بتصدر الفارس نجاد ذلك السباق المثير للجدل والفوز به وكان ذلك الاعتراف الصادر من الخصم اللذوذ جدل أخر ، قد يغنينا عنه جدل أخر اكبر وأكثر إثارة ننتظره يوم المبايعة الوشيكة ،مبايعة بين نقيضين بدت ملامحها تتضح وسط زوابع طهران وضباب لندن التي حضر سفيرها الحفل ، لكن من يبايع من وعلى حساب من ؟ ومن نأتمنه لنحتمي خلفه ؟ إذا هبت علينا رياح الغرب والشرق في آن واحد ،فأين نولي وجوهنا؟وهي الحيلة التي لجأ إليها الذئب يوم أراد أن ينال من الغراب ، فقال: له أين تضع رأسك أن هبت عليك العواصف من الشرق والغرب فوضع الغراب رأسه بين رجليه وقال : هكذا فما كان على الذئب إلا الانقضاض عليه والتهامه بسهولة ، ومن بلاهة الضفدع انه يقفز في ماء البرك هروبا من المطر ومن غباء النعامة أنها تغرس رأسها في الرمال عند شعورها بالخطر .