نزل بإحدى الغرف بفندق سياحي، كان من أعيان القوم ووجهائهم ، سمع ذات ليلة رجلا يستغيث ، فصعد إليه مسرعا، وإذا بامرأته تنهال عليه ضربا وشتما بكعب حذائها ، انتشله من بين مخالبها ، جره يرشف الأحزان ، فجأة نبح جرس الغرفة ، وإذا بضابط الشرطة يقول :ياسي الحاج أنت اعتديت على امرأة في بيتها؟ يفزع الزوج مرتجفا، دماؤه لم تجف بعد، فيمسك بذيل فستان زوجته باكيا، وهو يقول:مظلومة هي زوجته والله، يقف الحاج مذهولا ملتفتا يمنة ويسرى ثم يصيح بلهجته المحلية:{ياشامتو..}خلتك رجلا يانذل.. فترفع الزوجة عاقرتها ، وتتراقص أطرافها ،وهي تقول : متى كان رجلا؟ تبخرت فرحة المسكين ، فتهاوى منكمشا في مكانه كالفأر، انفجر الضابط ضاحكا، فتنهد الحاج متأسفا: وكان يمطط شنبه ..ماكنت أعرف بأنه وغد حقير، فتقول الزوجة متأسفة: ولذلك جلدته..غفرت لك ياحاج.. دعني أقبل رأسك... ؟ محمد الصغير داسه/الجلفة