أكد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي إن إطلاق عبد الباسط المقرحي (57 عاما) من سجنه الاسكتلندي تم في إطار صفقة للتبادل التجاري مع بريطانيا. وكانت اسكتلندا وهي جزء من المملكة المتحدة لكن بقضاء مستقل قد أطلقت المقرحي المدان بالمسؤولية عن تفجير طائرة بان أم الأمريكية فوق منطقة لوكربي الأسكتلندية عام 1988 لأسباب وصفت بالإنسانية باعتباره مصابا بمرض سرطان البروستات وينتظر الموت. وأوضح سيف الإسلام في مقابلة مع فضائية المتوسط الليبية بعد يوم من إطلاق المقرحي أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان يثير الموضوع أثناء كل زيارة له إلى ليبيا، مضيفا أن اسم المقرحي كان مطروحا على طاولة المفاوضات في كل الصفقات التي تتناول النفط والغاز. وزار بلير ليبيا عام 2007 خلال ترؤسه للحكومة ووقعت خلال زيارته تلك شركة بريتيش بتروليوم عملاق الصناعات النفطية البريطانية صفقة مقدارها 900 مليون دولار. وقتل في حادث لوكربي 270 شخصا معظمهم من الاسكتلنديين وأدين المقرحي عام 2001 بالمسؤولية عنه وقضى ثماني سنوات من الحكم قبل صدور قرار الإفراج عنه. ولكن بالمقابل نفت حكومة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون هذه الاتهامات، وقال المتحدث باسمها إنه ''لم تكن هناك أي صفقة''. وأوضح المتحدث باسم الخارجية البريطانية أنه لا وجود لأي صفقة وراء إطلاق المقرحي وأن القرار بهذا الشأن اتخذه ''حصرا وزراء أسكتلنديون يمثلون المكتب الملكي بأسكتلندا والسلطات القضائية'' هناك. في غضون ذلك أبدى وزير الخارجية ديفد ميلياند امتعاضه من طريقة استقبال المقرحي واعتبرها ''مقلقة جدا''. ونفى ميليباند وجود ضغط بريطاني على اسكتلندا لتفرج عن المقرحي لتعزيز العلاقات البريطانية دبلوماسيا وتجاريا مع ليبيا.في السياق قال المقرحي إنه لم يكن يتوقع يوما أنه سيتمكن من العودة ثانية إلى ليبيا, وفي مقابلة مع صحيفة ''تايمز'' البريطانية قال إنه سيقيم الدليل على أنه كان ضحية ''إخفاق العدالة'' الأسكتلندية. يشار الى ان الزعيم الليبي معمر القذافي انتقد بشدة من احتج على إطلاق سراح عبدا لباسط المقرحي وذكرت صحيفة ''القدس العربي'' ان القذافي وهنأ في تصريح له ة الحكومة الاسكتلندية والحزب القومي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، على شجاعتها واستقلال قرارها رغم الضغوط التي اعتبرها غير مقبولة وغير منطقية، باتخاذ قرار إطلاق المقرحي. يذكر أن قرار الإفراج قوبل بإدانة من جانب الولاياتالمتحدة ووصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه (خطأ) حيث كان 189 أمريكيا من بين ضحايا الطائرة ال.270