قال سترو لجريدة ''الديلي تلغراف'' البريطانية إنه غير نادم على إدراج المقرحي في الاتفاق مع الليبيين، محيلا ذلك إلى الاتفاق النفطي الذي وقّعته الشركة النفطية البريطانية العملاقة مع المسؤولين الليبيين بقيمة مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية· وقالت الصحيفة إن اعتراف سترو يناقض رأسا إصرار رئيس الوزراء قبل أيام فقط على أن عقود النفط لم تكن عاملا في إطلاق سراح المقرحي· وألمح في المقابلة أن وزير العدل الأسكتلندي ربما أمر بالإفراج عن المقرحي قبل الموعد الذي كانت تفضله الحكومة البريطانية· ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' عن ''الديلي تلجراف'' : أن براون وضع المصالح التجارية لبريطانيا قبل تطبيق مبادئ العدالة بالنسبة إلى ضحايا لوكربي''· وجاء إدراج اسم المقرحي في الاتفاق بعدما حذرت شركة النفط البريطانية، بريتش بترليوم، من أن عدم إدراج اسمه قد يضر بالمصالح التجارية للشركة· لكن سترو قال إن براون لا دخل له في تغيير رأيه بشأن إدراج اسم المقرحي في الاتفاق، مضيفا ''لم أتحدث مع رئيس الوزراء· ليس هناك وثائق تقول إنه كان له دخل في الأمر بأي شكل من الأشكال''· وأكد رئيس الوزراء البريطاني مراراً أن التجارة لم يكن لها دور في موقف بريطانيا بشأن الإفراج عن المقرحي في خطوة أثارت غضب الحكومة الأمريكية· وقال ناطق باسم شركة النفط البريطانية إن الشركة عبّرت عن قلقها بشأن التقدم البطيء في إبرام اتفاق تبادل السجناء، لكنها نفت ذكر اسم المقرحي· ويُذكر أن الحكومة الليبية صادقت على اتفاق مع شركة بريتش بترليوم بقيمة 900 مليون دولار في جانفي من عام .2008 في هذه الأثناء، قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، إن ليبيا مارست ضغوطاً على الحكومة البريطانية لتضمن الإفراج عن المقرحي، مقابل اتفاقات تجارية بين البلدين عام ,2007 وأن رفض الأخيرة للطلب أغضب الحكومة الليبية· وأضاف النجل الثاني للزعيم الليبي، الذي شارك في مفاوضات إطلاق المقرحي، أن بريطانيا طلبت بإضافة بند إلى الاتفاقيات يستبعد الإفراج عنه، مضيفاً ''غضبنا جداً جداً·'' وأشار سيف الإسلام إن التفاوض بشأن المقرحي دام سبعة أعوام، ورغم عدم الإشارة له ضمنياً، إلا أنه كان جانباً من مفاوضات ''نظامية'' بين البلدين تناولت قضايا أمنية والنفط· وفي تطور ذي صلة قال محمد المقرحي، شقيق الليبي عبد الباسط المقرحي، إن صحة شقيقه تتدهور بسرعة بشكل خطير· للإشارة، فقد حُكم على المقرحي عام 2001 بالسجن مدى الحياة لضلوعه في تفجير طائرة تابعة لشركة ''بانام'' الأمريكية فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية العام .1988 وأثار الإفراج عنه لأسباب صحية من جانب أسكتلندا في 20 أوت الماضي غضبا كبيرا، خصوصا في الولاياتالمتحدة التي ينتمي إليها غالبية ضحايا الحادث ال 270 خاصة بعد أن أقيم له استقبال حافل لدى عودته الى طربلس·