يواصل مطعم الاتحاد العام للعمال الجزائريين هذا العام نشاطاته الخيرية، حيث افتتح هذه السنة مطعما لتقديم وجبة الإفطار للصائمين من الفئات المحتاجة وعابري السبيل. وتميز المطعم كعادته كل عام بتقديم وجبات ساخنة متنوعة لفائدة الصائمين يحرص على تحضيرها عدد من المتطوعين الذين اختاروا فعل الخير خلال الشهر الفضيل. كشف لزام حسين مقتصد بمطعم الاتحاد العام للعمال الجزائريين في لقاء خص به ''الحوار''، أنه في اليوم الأول من شهر رمضان قد وصلت القيمة المالية للائحة الطعام ما بين 250 و300 دينار للوجبة الواحدة، حيث تتكون هذه اللائحة من طبق الشربة الرئيسي، طاجين الحلو وطبق الكباب إضافة إلى التمر والحليب والفواكه مع الماء والمشروبات وتختلف قيمة الوجبة باختلاف الأسعار في الأسواق. 20 امرأة مشردة في المطعم لأول مرة أوضح ذات المسؤول أن هذا المطعم قد ضم في يومه الأول المحتاجين وعابري السبيل وحوالي 20 امرأة مشردة مع أطفالهن الصغار ممن تجلن يوميا شوارع العاصمة. وقال لزام ''أنا متأثر ومتفاجئ في نفس الوقت لما شاهدته في اليوم الأول عند دخول حوالي 20 عائلة مشردة مع أطفالها الصغار إلى المطعم للحصول على وجبة الإفطار''، مؤكدا على أنه منذ العام 2002 لم يستقبلوا عائلات مع أطفالها إلا في هذا العام معتبرا إياها حالة خاصة على مستوى مطعم الاتحاد. وأضاف لزام حسين أن هذا المطعم قد ضم حوالي 350 فردا في يومه الأول مقسمين إلى أفواج. هذا وواصل أنهم في السنة الماضية تلقوا دعما من العديد من الجهات منها فنادق ومنها مؤسسات وشركات وطنية وأخرى أجنبية، إضافة إلى تبرعات بعض المحسنين، ''وفيما يخص هذه السنة لم نتلق إلى حد الساعة أي مساعدات من هذا القبيل فالاتحاد هو الوحيد المتكفل بتنظيم هذه المائدة''. معاقون في خدمة الصائمين أكد ذات المسؤول أن هذا المطعم يسيره السيد مشكور محمد و 3 طباخين منهم الشيخ مورامي أحمد الذي يعمل بالمطعم منذ أزيد من 7 سنوات، أمرون مصطفى وزموران عبد الرحمان يعملان منذ أزيد من أربع سنوات بنفس المطعم. و6 نساء تقمن بغسل الأواني وتنظيف المطعم ومنهن من تقوم بتحضير الخضروات للطهي كسامية والحاجة الطاوس عبيد متقاعدة ولكن لا تزال تعمل بالمطعم. تبدأ التحضيرات وعملية الطهي من الساعة التاسعة ونصف صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال، ليتم تقديمها في حدود الساعة السادسة مساء. أما بلعيدي سعيد معاق وعون قديم دائم في الاتحاد فيعمل بالمطعم منذ أكثر من 20 سنة، وهو أب لطفلين متطوع للعمل في الشهر الفضيل. ويروي السيد لزام حسين أنه في حدود الساعة الخامسة ونصف مساء، أو لحظات قبل أذان الإفطار يكون مطعم الرحمة للاتحاد العمال بشارع حسيبة بن بوعلي يستقبل العشرات من الجزائريين من كهول، شباب ونساء أمام البوابة المغلقة للمطعم من المتشردين وبعض المجانين التائهين في الطرقات. وإن كان أغلب من يرتادون المطعم في شهر رمضان هم الأشخاص من دون مأوى، فيقول ذات المتحدث إن بعض العمال الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة ولاياتهم وقصد العاصمة للحصول على منصب عمل، يلجأون للمطعم اقتصادا في المال واجتنابا لمتاعب تحضير وجبة الإفطار، مشيرا إلى أن هذا المطعم يغلق أبوابه في حدود العاشرة ليلا وهذا بعد ما يتم تقديم كل الوجبات والقيام بعمليات التنظيف اللازمة.