انتقلنا هذه المرة إلى دولة السودان التي يحدثنا عن أهم عاداتها وتقاليدها الرمضانية والطقوس المتبعة فيها الدكتور شمس الدين يونس، فرمضان في السودان له عادات وتقاليد تختلف عن كثير من الدول العربية. تحضير المشروبات التقليدية قبل حلول رمضان بشهور لشهر رمضان، حسب شمس الدين، مذاق خاص لكافة الشعب السوداني، فمن ضمن الاستعداد لهذا الشهر الكريم تزيين البيوت، حيث يتم طلاؤها وإعادة تنظيفها بالكامل وكذا شراء الأواني. وتقوم النساء قبل شهر أو شهرين بتجهيز المشروبات التقليدية المفضلة لدى السودانيين والتي يأتي على رأسها مشروب ''الحلو مر'' الذي لا يخلو منه أي بيت سوداني وسبب تسميته بذلك أنه ذو مذاقين فهو حلو ومر في ذات الوقت، فهو يتكون من الأعشاب الطبيعية التي ينعم بها السودان ويضم خليطا من أكثر من ثمانية أعشاب تمزج مع دقيق الذرى، وذلك بعد أن تكون الذرى قد أخذت طوراً جديداً تأخذ من خلاله طعماً مستساغاً وذلك بصب الماء عليها وتجفيفها وطحنها، بعد ذلك يخلط هذا الدقيق مع الأعشاب بعد طحنها، ثم يعرض العجين للنار ليخرج في شكل لفافات، حيث تبل هذه اللفافة بالماء لاستخلاص ما تحتويه من مادة، وهذه المادة هي الحلومر فيضاف إليه السكر ويشرب بارداً. هذا وتقمن النسوة بتحضير انواع اخرى من المشروبات التقليدية مثل مشروب ''الابري الابض'' و''التبل'' و''المكركدة'' . ''العصيدة'' تتربع على المائدة الرمضانية السودانية تتشكل المائدة الرمضانية السودانية من أطباق متنوعة، لكن أهم المأكولات التي تعتبر تحفة المائدة السودانية هي ''العصيدة '' التي يضاف لها الويكا . كما تضم المائدة السودانية ''سلطة الروبر'' والمكونة من الخيار وقطع صغيرة من الجزر تضاف إليه الزبادي. الإفطار على قارعة الطرقات لاحتضان المساكين عندما تغيب الشمس تسد الطرقات وتحضر موائد الافطار في الشوارع ويخرج الرجال من البيوت بسنية الإفطار إلى خارج المنازل ويتناولون الطعام في الطرقات من اجل احتضان عابري الطرق والسبيل، مما يمنحهم افطار جماعي يتساوى فيه الفقير والغني، وهذا يعتبر شكلا من أشكال التكافل الاجتماعي المعروفة عند السودانيين. بعد الافطار يذهب الناس إلى صلاة التراويح ثم يعودون إلى البيوت ليتجاذبوا اطراف الحديث حلقات القرآن والفقه في كل المساجد في شهر رمضان تعمر المساجد وتنشط حلقات القرآن والعلوم الدينية من فقه وتجويد وغيره. فيمكث المصلون بين صلاة الظهر والعصر وذلك لتلاوة جزء من القرآن، ويدير الحلقة شيخ حافظ للقرآن، حتى إذا اكتمل رمضان يكون كل منهم قد ختم القرآن تلاوة، وعَلِمَ بأحكام التجويد، وهناك وعظ يومي بعد صلاة التراويح. أما العشر الأواخر ففيها يزداد الناس خشوعاً وتعبداً؛ ففيها صلاة التهجد وتحري ليلة القدر. ومن اهم المساجد ''مسجد ارباب العقائد'' في العاصمة ''المسجد الكبير'' مسجد'' ام درمان العتيق'' مسجدة ''النيلين ''مساجد'' الطرق الصوفية'' فيها التي يكثر فيها حفظة القران . فرق الإنشاد لإيقاظ الناس للسحور عند الفجر تأتى فرق الإنشاد لتوقظ الناس للسحور واهم الفرق الإنشادية السودانية المعروفة ''فرقة النوبة بالطبول'' او ما يعرف ''بالمداح '' أجواء التراحم والتغافر في العيد أما العيد فيستقبله الناس مبتهجين بعد أن أدوا فريضة الصيام. فبعد أداء صلاة العيد وشعائرها يقوم الناس صغاراً وكباراً بالسلام على من يقابلهم في المسجد وكل مسلم يطلب من أخيه العفو والسماحة حتى ولو لم يكن هناك ما يربطهما معاً، ومن المسجد يتوجه كل الناس ليصل كل منهم رحمه وجيرانه، ويتحركون في مجموعات صغيرة ما بين ثلاثة إلى ستة أشخاص، حيث يقدم لهم صاحب البيت الحلوى والكعك الذي يصنع خصيصاً لهذا اليوم.