شهر رمضان متميز جدا في مصر، حيث يستقبل شعبها الشهر الفضيل بحفاوة وترحاب بالغين، ويحيون لياليه بالعبادات والابتهالات ويكثرون فيه من أعمال البر والإحسان على الفقراء والمساكين وتستعد الأسر لاستقبال شهر رمضان بشراء احتياجات ولوازم الشهر الكريم مثل المكسرات والياميش والفوانيس للأطفال. ومن بين كل الدول الإسلامية، مصر هي أكثر الدول استخداماً للفانوس كتقليد في شهر رمضان وغالباً يعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمى، حيث كان الفانوس يُصنع من النحاس ويوضع بداخله شمعة، بعد ذلك أصبح الفانوس يُصنع من الصفيح والزجاج الملون، أما الآن فأغلب الفوانيس الحديثة تصنع من البلاستيك وتعمل بالبطاريات ولها أحجام وأشكال مختلفة. كان الأطفال في العصر الماضي قبل انتشار الكهرباء يستمتعون بالفانوس حيث كان يستمتع كل طفل بالإضاءة التي يحصل عليها من فانوسه. كانوا يخرجون للشوارع بعد الإفطار حيث تكون الشوارع مظلمة إلا من أنوار فوانيسهم. كانوا يجتمعون معاً ويؤدون بعض الأغاني مثل ''وحوى يا وحوى''، ويستمتعون باللعب معاً أو يذهبون لزيارة أحد الكبار ليحكى لهم حكاية، كما يستعد الأطفال لاستقبال شهر الصوم بطريقتهم الخاصة فيصنعون مدافع صغيرة يقومون بحشوها بالكبريت لتنطلق أصواتها مزلزلة المكان مع كل آذان مغرب طوال شهر رمضان وتعلق الزينات المصنوعة من الورق والبلاستيك والفوانيس ومجسمات المساجد فوق المساكن وبين الطرقات حيث يشارك في وضعها الجميع. وتعد موائد الرحمن أحد أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي والديني التي تميز شهر رمضان الكريم في مصر عن باقي شهور العام على امتداد محافظات مصر وسط أجواء روحانية فريدة تحض على التقرب إلى الله بصالح الأعمال. ومائدة الرحمن مائدة إفطار مفتوحة يعدها ميسورو الحال والأغنياء التماسا للأجر في هذا الشهر الفضيل لإفطار الفقراء والمعدمين وعابري السبيل ومن لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم وقت الإفطار أو اضطرتهم أعمالهم إلى الإفطار بعيدا عن أسرهم.ومن أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر مدفع الإفطار، وهذه العادة بدأت من غير قصد أو ترتيب قبل خمسة قرون في عهد المماليك ممن حكموا مصر فمع غروب شمس أول أيام شهر رمضان من عام 865 ومنذ ذلك الحين وعادة إطلاق المدفع في رمضان باقية إلى يومنا هذا، ولتصبح أحد رموز الشهر الكريم واحد التقاليد العريقة في كثير من الأصقاع العربية والإسلامية وبالأخص عقب أن استأثر صوته الشجي وأطرب أسماع الصائمين لروحانيته العظيمة.ومن المظاهر الجديدة التي انتشرت باطراد في معظم الدول العربية في شهر رمضان هي الخيم الرمضانية، فبعد أن كانت مقصورة على الفنادق الكبيرة صارت لمعظم الفنادق والمطاعم السياحية خيم رمضانية يجرى الإعداد لها منذ وقت مبكر بالتعاقد مع الفرق الموسيقية والغنائية لإحياء ليالي رمضان.