قادتنا جولة اليوم إلى جمهورية الصحراء الغربية التي يحدثنا عن طقوسها الرمضانية الكاتب الصحراوي السالك علال. فالمجتمع الصحراوي على غرار غيره من المجتمعات يتميز بالكثير من العادات والتقاليد التي لم تستطع أن تنال منها الفترات الاستعمارية الماضية سواء الاستعمار الاسباني أو خلفه المغربي رغم المحاولات المتكررة والمستمرة لطمس هويته وإرغامه على التخلي عن مبادئه، ويتجلى ذلك من خلال العادات والتقاليد التي بقى المجتمع الصحراوي محافظا عليها خاصة وجود الكثير منهم في مخيمات اللاجئين بولاية تندوف الجزائرية. اقتناء المواد الأساسية قبل رمضان لتفادي غلاء الأسعار قبل رمضان بأسبوع أو أسبوعين يقوم أهالي الصحراء الغربية بشراء المواد الغذائية الأساسية التي تكفي مدة شهر كامل لتفادي غلاء الأسعار الذي يصاحب شهر رمضان الكريم، كما يصاحبها شراء الأواني المنزلية الجديدة وبعض المقتنيات الخاصة. مائدة رمضانية متنوعة تتكون المائدة الرمضانية الصحراوية من عدة أطباق تعتبر أساسية لدى الصحراويين منها حساء ''النشى'' وطبق ''القلية''. وهي عبارة حليب مسخن مع زبدة الغنم بالإضافة إلى ''الكسرة ''والمعروفة عند الصحراويين ''بخبز الملة '' مع رب التمر كما تتضمن المائدة جانب من اللحوم المشوية وخاصة لحم الإبل المفضل لدى الصحراويين التمر والحليب . أذكار توحيدية حتى طلوع الفجر من أهم الطقوس الدينية التي يمارسها الصحراويين خلال الشهر الكريم استحضار فرق إنشادية وفرق الذكر بعد صلاة التراويح وأهمها فرقة ''الهيلالى '' التي تردد أذكار توحيدية لله الخالق وتمارس في جوف الليل حتى طلوع الفجر واتخذها المجتمع الصحراوي بهدف الغلبة على النعاس والتفرغ لعبادة الواحد الأحد بالإضافة إلى الدروس ومحاضرات التوعوية والبرامج الهادفة الخاصة بالشهر التي تحتضنها مساجد عديدة في مخيمات اللاجئين مثل مسجد ''أبي ذر الغفاري ''ومسجد ''عثمان بن عفان '' التي تشهد إقبالا منقطع النظير فينصرف الجميع إلى العبادات وأداء الفرائض في هذه المساجد والساحات المخصصة لصلاة التراويح عند مقرات الدوائر، كما دأب على ذلك الشعب الصحراوي منذ قدومه إلى هذه المخيمات التي أصبحت فضاء حرا لممارسة الشعائر والعبادات. طقوس ومعتقدات بعيدة عن الدين الإسلامي يعتمد بعض الصحراويين على عادات وتقاليد لا تمت للدين الإسلامي بصلة لا من قريب ولا من بعيد. وتعتبر دخيلة على المجتمعات الإسلامية فيقوم البعض بكي الأصابع ووضع مادة ''القطران'' على الجباه والخدود وإشعال النيران في الهواء الطلق والقفز من فوقها والإفراط في حرق أنواع كثيرة من البخور وبعض الأشياء الأخرى ظنا منهم أن الشياطين تنتشر بكثرة في ليلة القدر ولا بد من مواجهتها بهذه الطريقة، حيث أصبحت تشكل عرفا متداولا إلى غاية يومنا هذا . تواصل بين اللاجئين وأهاليهم في الصحراء الغربية وعن التواصل خلال هذا الشهر مع الأهل الذين يبقون تحت وطأة الاحتلال المغربي خلال هذا الشهر فان منظمة الأممالمتحدة تقوم بإنشاء لائحة خاصة بالزوار الذين يمكنهم اجتياز الحدود الصحراوية، وتراعي في هذه اللائحة الأولوية حيث تكون الأولوية للناس الذين لديهم أصول في المناطق المحتلة. الضيف الصحراوي نزل ضيفا على ''الحوار'' هذه المرة الكاتب المسرحي ''السالك علال'' الذي يفضل خلال شهر رمضان الفضيل زيارة الأصدقاء ومتابعة المسلسلات الإسلامية وقراءة الكتب والقصص القرآنية، أما الطبق المفضل لديه فهو ''الكسرة ''.