أضفت فوانيس رمضان التي تزينت بها الأسواق المحلية في قطاع غزة، بعضا من البهجة والفرح لدى الأطفال الذين أقبلوا مع أسرهم على شراء المزخرف والبراق منها احتفاء بشهر رمضان المبارك. وحرصت المحلات التجارية والمقاهي على إضاءة واجهاتها بفوانيس رمضان وغيره من الأشكال المضيئة المعبرة عن أجواء هذا الشهر الدينية مثل المسجد والنجوم والأهلة المتناثرة والمصنع غالبيتها في الصين. ويعد فانوس رمضان واقتناء واحد منها أحد مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل ومن العلامات المميزة له، وهو يجذب الأطفال بمختلف أعمارهم على اقتنائه وإحياء لياليه وترديد أغانيه التراثية الشهيرة. وأصابت الحيرة الشديدة الطفل أحمد مسعود (12 عاما) وهو يهم باختيار أحد الفوانيس الصينية الصنع من أحد المحال التجارية في سوق الشيخ رضوان التجاري بمدينة غزة، مبديا إعجابه بمختلف الأنواع والأحجام التي تناثرت في المحل وأثار جمالها إقبال الأطفال وأسرهم على شرائها. وقال أحمد مداعبا والده بعد استقراره على فانوس مزخرف متوسط الحجم ''ياريت لو نشتري أغلب الفوانيس لأنها أحلى من بعض''. واشتري والد أحمد ثلاثة فوانيس تغني وترقص ويتخذ أحدها شكل رجل ضخم بشوارب عريضة بسعر 50 شيكل (12 دولارا أمريكيا) لأطفاله وسط سعادتهم البالغة. وهناك أشكال متعددة الألوان والأحجام للفوانيس الصينية وهي مزودة بجهاز بطاريات لتشغيلها ليصدر عنها صوت أذان أو أغان تراثية مثل رمضان جانا وأخرى تصدر عنها أضواء بألوان زاهية، أو دخان خفيف الأمر الذي يحظى بسعادة وقبول الأطفال. وتمكن تجار فلسطينيون من استيراد كمية كبيرة من الفوانيس عبر تجار مصريين حيث تم إدخالها إلى قطاع غزة عبر أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود بين رفح والأراضي المصرية بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع وإغلاق المعابر. ونقل التجار مئات الطلبات من الأسواق المصرية للفوانيس الصينية كجزء رئيسي من استعدادات شهر رمضان. وقال أبو مرزوق صاحب محل هدايا ولعب الأطفال إن الناس يقبلون بشدة على شراء الفوانيس الرمضانية لأطفالهم خصوصا تلك التي تغني وترقص لأنها حديثة وغالبية الأطفال يحبونها،كما أنها تتسم بشكل مميز، فيما يشكوبعض الناس من ارتفاع أسعار الفوانيس مقارنة بدول عربية مجاورة. ويعزو أبو مرزوق الارتفاع النسبي لسعر الفانوس بسبب التكلفة العالية لتهريبه، مضيفا أنه رغم ارتفاع سعره يبقي مقبولا، ويبدأ سعر الفانوس صغير الحجم من ثمانية شواكل (دولاران)، فيما يبلغ سعر متوسط الحجم ما بين 15 و20 شيكل وهو الذي يحظى بالإقبال الكبير، أما كبير الحجم فقد يزيد سعره عن 40 شيكل. ويقول التجار الفلسطينيون إن فوانيس رمضان خصوصا المصنعة في الصين من السلع القليلة التي حققت رواجا وانتعاشا تجاريا رغم ما تعانيه الأسواق المحلية في قطاع غزة من كساد خانق جراء استمرار الحصار.