فيما عجزت مصالح المراقبة عن تطبيق تعليمة جعبوب غير مئات من أصحاب المحلات التجارية النشاط المعتاد قبل حلول شهر رمضان، ضاربين عرض الحائط بتعليمة وزارة التجارة القاضية بمنع تغيير النشاط إلا بإصدار سجل تجاري جديد، ومجسدين مشاريعهم التي كانوا أفصحوا عنها ل"النهار" سابقا، والتي تبين من خلالها أن أغلب المحلات التجارية ستغير منتجاتها بما يتماشى وأذواق المواطن الجزائري خلال هذا الشهر. لم تلق التعليمة الأخيرة الصادرة عن وزارة التجارة أي تطبيق من قبل التجار الذين غير أغلبهم نشاط محلاتهم مع أول أيام شهر رمضان المبارك، خاصة تلك المختصة في إعداد المأكولات الخفيفة "بيتزيريا" وحتى المطاعم والمقاهي. وما شد انتباهنا هو محل الهاتف العمومي المتواجد بمنطقة تيليملي بالعاصمة والذي اختص مع حلول أول أيام رمضان في بيع "قلب اللوز" ونزع أجهزة الهاتف التي كانت بداخله رغم أن اللافتة لازالت تشير إلى أنك ستدخل محل هاتف عمومي. وشهدت الشوارع الكبرى عبر كامل الولايات، والعاصمة على وجه الخصوص، حركة واسعة في تغيير واجهات المحلات التي أصبحت تختص في صنع الحلويات التقليدية كمرحلة محددة بشهر رمضان. من جهتنا تقربنا من بعض هذه المحلات للاستفسار عن مدى تطبيق التعليمة الصادرة عن الوزارة والحرص على تنفيذها، فقال صاحب أحدى المطاعم التي أصبحت تصنع "الزلابية"، أنا أملك سجلا تجاريا يخول لي فتح مطعم و لكنني لن أغلق المحل بسبب دخول شهر رمضان، لهذا كان علي عدم التقيد بما جاءت به تعليمة وزارة التجارة وهو الشأن بالنسبة لباقي التجار الآخرين، إلا أنهم أجمعوا على أن مصالح المراقبة لم تتعرض لهم منذ دخول شهر رمضان. وتحفظت وزارة التجارة عن الإدلاء بأي تصريح خلال الاتصال الذي قمنا به لمعرفة التدابير التي تتخذها مصالح هذه الأخيرة لتطبيق التعليمة التي أصدرتها وإفادتنا بعدد السجلات التجارية المستخرجة بعد إصدار التعليمة، والتي تدخل في إطار تنظيم السوق والحد من الفوضى التي تميز المحلات مع حلول شهر رمضان من كل سنة، وكانت وزارة التجارة قد أعطت بديلا لأصحاب هذه المحلات التي ترغب في تغيير نشاطها، تتمثل في استخراج سجل تجاري آخر يخول لهم ممارسة النشاط الذي يرغبون به. ومن جهة أخرى تعذر علينا الإتصال بمصلحة المراقبة لإفادتنا بحصيلة التجاوزات التي وقفت عليها خلال النصف الأول من شهر رمضان أمام الفوضى التي عرفتها المحلات.