تم تخصيص أماكن لصلاة النساء في تيزي وزو عبر كافة مساجد الولاية لأول مرة منذ استقلال الجزائر، وأفادت مصادر من دوائر الشؤون الدينية في اتصال مع ''الحوار'' أن مديرية الشؤون الدينية للولاية فتحت منذ حلول شهر رمضان الكريم أماكن مخصصة للنساء في جميع مساجد الولاية، وهذا بعد أن كانت جل مساجد المنطقة لا تحوي مصليات للنساء، وإنما المساجد التي تحوي على مصليات خاصة بالنساء ''تعد على الأصابع، خاصة تلك المتواجدة في مناطق حضرية، أما معظم مناطق تيزي وزو تخلو مساجدها من مصليات النساء''. وتضيف مراجعنا إلى أن الولاية كانت الوحيدة من بين ولايات الوطن التي لم تفتح جل مساجدها للنساء، خاصة وأنها الأولى وطنيا من حيث عدد البلديات والدوائر، فتيزي وزو حسب مصادرنا، تضم 51 دائرة، منها 67 بلدية، أما عن عدد قاصدات المساجد، فقد أكدت نفس المصادر أن الحضور اقتصر على بعض العجائز والفتيات، '' لكن هذا الأمر يكون في البداية فقط، ومع تعود العائلات على هذا الأمر ومرور الوقت فنحن نتوقع إقبالا كبيرا من قبل النساء اللائي ألفن الصلاة في البيوت''. وفي نفس السياق قالت المراجع ذاتها إن تيزي وزو التي تضم أكثر من 800 مسجد عبر 1400 قرية ما فتئت تنفتح أكثر فأكثر على الدين ''على عكس ما يروج له من أنها منطقة تكثر فيها أعمال التبشير أو حتى أن أهلها لا يصومون''. وتأتي هذه الخطوة، حسب نفس المصادر، بعد أن ظلت الولاية منذ عقود طويلة يقتصر المسجد فيها في أغلب الدوائر والبلديات على الرجال دون النساء، وبفعل مطالبة الأهالي والسكان، فقد تم تسجيل هذه الطلبات على مستوى مكاتب المساجد التي تعني بانشغالات المواطنين ومحاولة إيجاد حلول لها من خلال الاحتكاك مع المواطنين، وتم الاستجابة للأمر بعد أن وافقت مديرية الشؤون الدينية التابعة للولاية. وفي هذا الشق أكدت نفس المصادر أن هذا الأمر لقي استحسانا كبيرا من قبل الرجال قبل النساء كونه سيمكنهن من الاستماع إلى خطب الجمعة والدروس، إضافة إلى الاستفادة الكبيرة من الحلقات التي ستخصص في المستقبل من قبل المرشدات الدينيات كما هو معمول به في كل مساجد الوطن. وحسب نفس المراجع فإن هذه المصليات ستوظف مرشدات دينيات من أجل الإجابة على كل الاستفسارات التي تتقدم بها النساء، إلى جانب تعليم القرآن الكريم، وشرحه شرحا صحيحا خاصة في ظل وجود بعض الأفكار والمعتقدات في الجبال والقرى العالقة في أذهان النساء، التي لا تمت بصلة إلى الدين كما ''ستعمل هذه المصليات على محوها وشرح الدين شرحا وافيا، خاصة في ظل وجود بعض أماكن العبادة لغير المسلمين التي تريد أن تكسب أكبر عدد ممكن من المواطنين لصفها''.