تحفل الجزائر بعدد لا يستهان به من علماء أجلاء وجهابذة نجباء عبر مختلف الحقب التاريخية المختلفة والأزمنة الغابرة، كان لهم إشعاع علمي وفكري وفق رؤية إصلاحية دينية وعقدية مستوحاة من الكتاب والسنة .. فراحوا يؤلفون ويدونون ويكرسون جهدهم ووقتهم لخدمة العقيدة والدين، ومن ثم الحفاظ على هوية هذه الأرض المقدسة بلد المليون ونصف المليون شهيد . فبرزوا في ميادين وفنون مختلفة كالفقه وأصوله والأدب والتاريخ والعلم، وما إلى ذلك من المعارف ... وقدموا لبلدهم خدمات جليلة يعرفها العام والخاص على مستوى العالم العربي والإسلامي، ،اليوم نحن مع أحدهم . إنه عالم يعتبره الأستاذ السوري الدكتور مصطفى ديب البغا أنه تلميذ له ووالده في مجال العلم والمعرفة، وعالم حاضر ودرس وحضر دروس من عاصروه من علماء بلاد الشام كالشيخ الدكتور سعيد رمضان البوطي والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي وغيرهم كثر من علماء بلاد الشام ممن يشهدون له بكرم الأخلاق وعلة الهمة ومكانته في مجال العلم . ومن بين هؤلاء الأعلام ومن أشهرهم العلامة الأصولي والفقيه والمفتي والمؤرخ ورائد البحث المصدري في الجزائر المرحوم العلامة الجليل شيخنا الدكتور أحمد الشريف الأطرش السنوسي الإدريسي الحسني الجزائري مفتي وهران والمدرس بمعهد الحضارة الإسلامية مولده ونشأته ...ولد الشيخ يوم الإثنين 14جويلية 1919م بقرية صغيرة قرب وادي الخير مستغانم ثم نشأ الشيخ في أسرة شريفة تحب حفظة كتاب الله حيث كان والده الشهير اغا الشارف من اعيان البلاد ومن حملة كتاب الله وكان يشغل منصب اغا غير أنه تربى على يد أخيه القايد العربي ووالده على قيد الحياة. تميز الشيخ الأطرش السنوسي - رحمه الله - بميزات وخصال حميدة قل نظيرها ويمكن إجمالها فيما يلي : .1 ثقافته العامة : والتي لم تكن مركزة على الفقه أو الدراسات الإسلامية وحدها بل تعدتها إلى علم التاريخ والأدب والفكر وهي أمور كان لها أثرها في تعامله مع كافة أنواع الكتب والمخطوطات النفيسة والمطبوعة وتصنيفها وفهم مضامينها . .2 أفاد الشيخ الأطرش السنوسي الباحثين والمؤرخين بمؤلفاته الشخصية التي كتبها مثل : '' الإمام مالك ومدرسة المدينة، تيسير الوصول لعلم الأصول، ... إلخ .3 علمه الدؤوب ضمن لجنة المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية، وتتابع عمله ضمن حقل الفتوى . .4 كما أفاد الشيخ الأطرش السنوسي طالبي العلم بمكتبته الغنية بنفائس الكتب والمخطوطات القيمة التي تحتاج إلى دراسة وعناية مركزة . .5 حافظته القوية التي تستوعب أسماء الرجال وعناوين مؤلفاتهم ومضامين الكتب وتواريخ الأحداث . .6 عطفه الكبير على الطلبة والباحثين وإظهار العناية بهم والاستماع إليهم في تواضع عز نظيره، وفي نكران ذات لا يعطيه الله إلا للمخلصين المتقين من عباده. وفاته ..انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الجمعة 9 جمادي الثانية عام 1424ه أوت عام م2003لإثر مرض عضال ألزمه الفراش لمدة شهور حيث شيعت جنازته في موكب مهيب بوهران.