أعلنت مصادر طبية على علاقة بملف الصحة، عن قيام وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الدكتور سعيد بركات بإنهاء مهام المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات السيد منصوري واستخلافه بالدكتور دليه والذي تم تعيينه بدءا من يوم الأربعاء الماضي، ورجحت هذه المصادر في حديث مع '' الحوار'' أن يكون سبب إقدام الوزير بركات على هذه الخطوة هو إنهاء مسلسل الفضائح الذي مس قطاع توزيع الأدوية في الكثير من المراكز الاستشفائية، بالإضافة إلى ما اعتبرته هذه المصادر بالكارثة التي أدت قبل أيام إلى فساد شحنة كبيرة من الأدوية الخاصة بعلاج مرض التهاب الكبد الفيروسي. وأوضحت هذه المصادر، أن الدكتور دليه قد سبق له وأن شغل منصب الأمين العام للوكالة الوطنية لحقن الدم والتي ''منحها نفسا جديدا وشهد له فيها بالأداء الحسن''- حسب ذات المصادر-. وكان السيد منصوري الذي شغل قبل الأربعاء المنصرم مدير عام الصيدلية المركزية بالجزائر قد نصب على رأس هذه الأخيرة منذ نوفمبر الماضي، وقد عرفت المدة الأخيرة من عمله جملة من التأثيرات التي وصفت ب ''السلبية'' على قطاع الصيدلية المركزية ''الحساس''، لاسيما وأنها المكلفة بمهمة توزيع وتسيير الأدوية الخاصة بكافة مستشفيات القطر الوطني، حيث عرفت تذبذبا-الأدوية- في وصولها إلى الكثير من المستشفيات رغم الطلب الشديد من طرف هذه الأخيرة. وكان وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الدكتور سعيد بركات قد وعد في الكثير من المرات بحل مشكل شح الأدوية، وقد أكدت مصادر من خارج القطاع ''أن الوزير بركات قد كان في الكثير من المرات ضحية لحجب التقارير الحقيقية عن وضع واحتياجات الدواء في الكثير من المستشفيات، لاسيما في ما يخص مرض التهاب الكبد الفيروسي والعديد من أنواع السرطانات وهي الأمراض التي تحتاج إلى عناية خاصة وعدم التفريط في استعمال الدواء الأساسي الذي قد يسبب الموت المحقق في أقل من6 أشهر في حالة عدم تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب''. من جانب آخر ربطت مصادر أخرى اتصلت بها ''الحوار'' قضية إنهاء مهام المدير العام للصيدلية المركزية السيد منصوري وتعيين مكانه الدكتور دليه بالفضيحة التي ضربت قطاع الصيدلية المركزية للمستشفيات قبل أيام، حين أعلن عن فساد 3200 حقنة خاصة بدواء البيغاسيس والذي لم يتم تخزينه في درجات حرارة ملائمة في المبردات الخاصة بمطار هواري بومدين، ما أدى لخسارة قدرت بملايير السنتيمات. وقد تملص المدير العام الأسبق للصيدلية المركزية من الموضوع، حيث عقد ندوة صحفية قبل أيام أكد من خلالها تحميل المؤسسة المصنعة للدواء الخاص بداء التهاب الكبد الفيروسي، محملا إياها عدم التكفل بشروط النقل، وقد ردت المؤسسة الدوائية في اتصال مع الصحافة أنها تمتلك الوثائق التي تؤكد عدم مسؤوليتها على تخزين ونقل الدواء، مشيرة أنها أكبر شركة لإنتاج الدواء في العالم وتتعامل مع مئات البلدان في هذا الإطار. وزادت هذه المصادر بالقول ''إن مشكلة كبيرة تقع للعديد من الأدوية الموردة من الخارج، حيث تتباطأ الصيدلية المركزية للمستشفيات في نقل الدواء بسرعة من ثلاجات المطار رغم قرب المسافة بين المطار وواد السمار-مقر الصيدلية المركزية للمستشفيات- وهو الأمر الذي حدث لدواء التهاب الكبد الفيروسي وغيره من الأدوية التي يصل بها ''التسيب'' حسب ذات المصادر لإخراجها ووضعها في ساحات المطار العارية في الحالات التي تأتي شحنات جديدة ولا يجد عمال هذه الثلاجات خيارا آخر حيث تتعرض للحرارة والأمطار والفئران وغيرها من الأضرار.