في إطار الخرجات الميدانية التي بدأها منذ اعتلائه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، طالب الدكتور سعيد بركات من الجزائر العاصمة أمس، بضرورة الرفع من أداء مؤسسات الصحة القريبة من المواطن قصد تقريب العلاج من المواطن وتخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية الجامعية لاسيما في المدن الكبرى. وأكد وزير الصحة لدى إشرافه أمس، على تفقد عدد من المرافق الصحية الجوارية ببلديات الرحمانية وزرالدة واسطوالي ''أن مبدأ الصحة الجوارية في ظل الخارطة الصحية الجديدة أصبح أكثر من ضروري''، بالنظر إلى ما تقدمه مؤسسات الصحة الجوارية من خدمات فورية وفاعلة للمواطنين، مضيفا أن المراكز الاستشفائية الجامعية مدعوة في إطار الخارطة الصحية إلى القيام بمهمتها الرئيسية، المتمثلة في التكفل بالأمراض الثقيلة، وتطوير البحث بالإضافة إلى التكوين والارتقاء بالتالي غالى مراكز امتياز للتكوين والبحث العلمي". وقال الدكتور بركات أن من بين المحاور الأساسية التي ترتكز عليها سياسة التغيير، المتضمنة في الخارطة الصحية ''تقريب'' الصحة من المواطن من خلال إنشاء مؤسسة عمومية في كل حي من أحياء الجزائر العاصمة، على أن تتوسع العملية التي بدأت في عدد من الولايات عبر كل التراب الوطني، مذكرا بالمناسبة أن 120 قاعة علاج تقدم خدماتها في الوقت الحالي للمواطنين في مختلف بلديات العاصمة على أن يصل عدد هذه القاعات مع نهاية السنة الحالية إلى 280 قاعة. وفي خضم معاينته لهذه المؤسسات العمومية الجوارية شدد بركات على الأهمية التي توليها الدولة لهذه القضية، من خلال فتحها قاعات علاج بكل حي جديد، حيث أشار إلى أن هذه القاعات من شأنها تقديم علاج نوعي بالحي الذي يقطن فيه المواطن، دون الحاجة للتنقل إلى المؤسسات الاستشفائية الجامعية ولمسافات طويلة خاصة في الليل. للإشارة فان المؤسسات الصحية الجوارية و قاعات علاج والعيادات متعددة الخدمات تتوفر على كل الاختصاصات التي يتطلبها العلاج القاعدي، مثل طب الأسنان والطب العام، وحماية الأمومة والطفولة والمخابر والصيدليات. .. ويؤكد أن كل الإجراءات اتخذت للقضاء على داء التيفوئيد بجيجل أكد وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات السعيد بركات أن قطاعه اتخذ كل الإجراءات والتدابير الضرورية للقضاء على داء التيفوئيد الذي ظهر بولاية جيجل مؤخرا إضافة الى خمسة أمراض أخرى معدية. وذكر بركات على هامش الزيارة التفقدية التي قادته إلى عدد من المؤسسات الصحية الجوارية لولاية العاصمة أن هذه الإجراءات تتم بتكاثف جهود عدد من القطاعات المعنية حيث من شأنها-- كما قال-- ''القضاء نهائيا على مثل هذه الأمراض الخطيرة". وفيما يتعلق بوباء التيفوئيد بجيجل ذكر الوزير أن من بين أهم الإجراءات التي اتخذت التعجيل بتنفيذ برنامج إعادة إسكان كافة الأسر التي تم إحصاؤها بحي حراتن الذي ظهر به الوباء قصد ترحيلها في أجل أقصاه شهر واحد. يذكر أن 55 حالة إصابة مؤكدة بحمى التيفوئيد كانت قد سجلت مؤخرا بولاية جيجل أرجعت أسبابها الوزارة الوصية إلى السكنات الهشة للعائلات المصابة والتي تفتقر لشبكات الصرف العمومية و التي تتزود بالمياه عن طريق الربط غير القانوني بالشبكة العمومية للتزود بالماء الشروب. وحسب نفس المصدر فان عملية الربط غير القانونية بشبكة توزيع المياه هي السبب في هذا التلوث الناجم عن اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة و التي تسببت في انتشار العدوى. ومن جهة أخرى وفي رده على سؤال يتعلق بحركات الإضراب التي تعرفها بعض المؤسسات الاستشفائية جدد بركات تمسكه ب''الحوار الدائم'' وذلك بغرض التوصل الى الحل النهائي لكل المشاكل العالقة.