من غرائب ما تسرب إلى ''الفجر'' هذه الأيام ما يقوم به وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع مدير ديوانه، القادم معه من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، التي كان الدكتور بركات على رأسها، تعيين مديري مستشفيات، كان السيد أحمد أويحيى، وهو رئيسا للحكومة، أمر بإنهاء مهامهم وتنحيتهم، بل حتى التدقيق في شؤون تسييرهم للمؤسسات الصحية التي كانوا يرأسونها· وتقول مصادر من قطاع الصحة أن سلسلة التغييرات التي شرع فيها الوزير ورئيس ديوانه، لم تراع فيها مقاييس الموضوعية وحسن التسيير والنتائج المحققة من قبل المديرين والمسيّرين المعنيين بالحركة، بل اعتمد فيها على الحسابات والمصالح والولاءات· وتقول مصادرنا إن الحركة الأولى التي مسّت العديد من المديريات المركزية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تم خلالها إقصاء بعض المسؤولين المحسوبين على الوزير السابق للصحة، السيد عمار تو، الذي يرأس الآن وزارة النقل· وأضافت المصادر ذاتها أن الحركة التي أنهاها الوزير بركات على مستوى مديرياته المركزية وبعض المؤسسات العمومية التابعة لقطاعه، انتقلت إلى بعض مديريات الصحة بالولايات ومديري المراكز الاستشفائية الجامعية والمؤسسات الصحية المتخصصة وبعض المستشفيات والعيادات الخاصة· وأعابت المصادر ذاتها اختيار ديوان الوزير للأسماء المرشّحة لهذه الحركة، وقالت إنه لم تراع فيها العديد من المقاييس، من ذلك النتائج الإيجابية المحققة من قبل هؤلاء المسيّرين في إطار سياسة إصلاح المستشفيات التي أعلنها رئيس الجمهورية، وكذا تحكّمهم الجيّد في تسيير الشؤون المالية والإدارية والنزاعات الاجتماعية على مستوى مؤسساتهم الصحية، إضافة إلى عدم تمكّن هؤلاء المرشحين للحركة من إتمام برنامج عملهم المسطر لسنوات· وفي سياق متصل، كشفت مصادرنا عن ''توصية'' وقّعها مدير المالية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تطلب من مديري الصحة في الولايات ومديري المستشفيات والمؤسسات الصحية بضرورة اقتناء ''تجهيزات بخارية من أجل تحسين نظافة المؤسسات الصحية وتطهير المصالح الاستشفائية··''· والغريب في هذه ''التوصية'' أن موقّعها مدير المالية، وليس مدير الوسائل والتجهيزات على مستوى الوزارة· وفي هذا الصدد، أشارت مصادرنا إلى أن هناك شركة خاصة توفّر هذه التجهيزات والعتاد، صاحبها من أقارب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور سعيد بركات ''وهنا يكمن التساؤل وسر ''التوصية''، علّقت مصادرنا·