افتتحت أمس الأحد بوهران أول مدرسة لأشبال الأمة على المستوى الوطني وأشرف على مراسيم الافتتاح قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي بحضور العميد بومدين معزوز مدير مدارس أشبال الأمة، إضافة إلى ضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي والسلطات الولائية. وأوضح قائد الناحية العسكرية الثانية بالمناسبة أن فتح هذه الهيئة التكوينية بوهران يأتي ''تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد العزيز بوتفليقة من أجل إعادة بعث هذه المدارس لتكوين النخبة من أشبال الأمة في شتى المجالات وتحضيرهم لتولي مختلف المهام وتأهيلهم لدعم هياكل وزارة الدفاع الوطني وعصرنة الجيش الوطني الشعبي''. وأشار اللواء سعيد باي إلى أن مدارس أشبال الثورة ''كانت خلال ربع قرن من الزمن المشتلة التي ترعرع قادة الجيش في أحضانها وأوجدت أشبالا كانوا ولا يزالون سواعد قوية في صرح الجيش الوطني الشعبي وساهموا بفعالية في بناء قواتنا المسلحة وتولي مسؤوليات مهمة ومناصب عالية في دواليب الدولة''. وقد تزامن افتتاح هذه المدرسة -سليلة مدرسة أشبال الثورة- مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة 2009 /2010 حيث أعطى اللواء سعيد باي إشارتها بالمدرسة المذكورة المتواجدة بحي ''الدار البيضاء'' بمدينة وهران التي تشهد استقبال أول دفعة لها والمتشكلة من 160 طالب في مستوى التعليم الثانوي. وتضطلع مدراس أشبال الأمة -حسب الشروحات المقدمة- بمهمة تلقين التعليم المتوسط والثانوي من خلال النظام المعمول به على مستوى مؤسسات قطاع التربية الوطنية وذلك في إطار تعليم شبه عسكري حيث تخضع هذه المدارس لوصاية بيداغوجية مشتركة بين وزارتي الدفاع الوطني والتربية الوطنية. وتعتبر مدراس أشبال الأمة -حسب المدير الجهوي للاتصال والإعلام والتوجيه بالناحية العسكرية الثانية- ''خزانا لرجال المؤسسة العسكرية حيث تقوم بإعداد النخبة من الأشبال في جميع الميادين العلمية لتؤهلهم إلى التدرج واجتياز شهادة البكالوريا قبل أن يتم توجيههم نحو مختلف مؤسسات الجيش الوطني الشعبي''. وأضاف ذات المسؤول أن نوعية التكوين الذي سيحظى به طلبة مدارس أشبال الأمة يرمي إلى ''تحقيق المزيد من احترافية إطارات الجيش وعصرنة قواته المسلحة''. وكشف أيضا أنه سيتم فتح ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2010 /2011 تسع مدارس مماثلة منها ثلاث ثانويات وسبع متوسطات موزعة على النواحي العسكرية الست. والجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد أعلن في فيفري 2008 عن إعادة فتح مدارس أشبال الأمة استئنافا لنشاط مدارس أشبال الثورة المتوقفة منذ سنة .1985 للتذكير فإن مدارس أشبال الأمة هي نفسها التي كانت تسمى مدارس أشبال الثورة التي تشكلت نواتها الأولى عندما قررت هيئة أركان جيش التحرير الوطني سنة 1961 إنشاء مدرستين على الحدود الشرقية والغربية، حيث تمكنت من تكوين أشبال أبناء الشهداء واللاجئين في المقام الأول. وفي ماي 1963 قررت وزارة الدفاع الوطني إعادة فتح المدرسة الوطنية لأشبال الثورة بالقليعة كمرحلة أولى وقد أدت مدارس أشبال الثورة دورا كبيرا في بناء جيل جزائري متشبع بروح الوطنية والمبادئ العسكرية.