كما كان من المتوقع، لا تزال تشهد غالبية مخابز العاصمة منذ أول أيام العيد الفطر المبارك حركة تجارية بطيئة بالعاصمة، حيث لوحظ بأن أغلب المخابز موصدة الأبواب، وعزفت عن النشاط مدة سبعة أيام على التوالي، مما أدى إلى خلق ندرة كبيرة جدا في مادة الخبز، وكذا خلق جو من التوتر لدى المواطنين الذين تاهوا في رحلة بحث بين المخابز والمحلات وحتى داخل الأسواق الشعبية. تعتبر مادة الخبز أكثر ما يسعى إليه الجزائريون بعد رمضان، وخاصة في مثل هذه المناسبات، باعتبارها مادة واسعة الاستهلاك، وهو ما يترجم تهافت وإقبال المواطنين الكبير على اقتنائها، ولكن عدم توفرها خلق جوا من القلق في أوساط العاصميين. أغلب عمال المخابز وافدون من ولايات بعيدة هو ما وقفنا عليه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض المخابز عبر شوارع العاصمة، قصد الاطلاع على أسباب ندرة مادة الخبز وكذا أسباب غلق بعضها لأبوابها، حيث لاحظنا فعلا أن العائلات العاصمية تعيش على وقع ندرة مادة الخبز وهي المادة الأكثر استهلاكا، إذ أصبحت هذه الأخيرة حديث الشارع المحلي ، وهو ما أفقده نكهة العيد الفطر المبارك، وخاصة أن غالبية المخابز مغلقة في وجه زبائنها على غرار مخبزة ''الجديدة'' بشارع عميروش ومخبزة ''جنيوفاز'' بشارع ديدوش مراد. وقد أرجع أغلب أصحاب المخابز كعمي محمد مالك مخبزة وحلويات ''مسك الليل'' والسيد عبد الكريم مالك من مخبزة ''لاديليسيوز'' المتواجدتين بشارعي ميسوني، أن الكثير من العمال يتم تسريحهم في عطلة قبل شهر رمضان الفضيل، حيث يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية، متحججين في ذات الوقت بأن جل العمال الذين يحضرون عجينة الخبز لصنعه وطهيه هم وافدون من مناطق بعيدة جدا على غرار ولاية جيجل، تيزي وزو، بجاية وسكيكدة وغيرها من ولايات الوطن، وهو ما يدفع، حسبهم، بهذه الفئة إلى الرحيل إلى مناطقها الأصلية لقضاء أيام العيد وسط الأهالي، لتوصد أبواب هذه المخابز لأسبوع كامل بعد أول أيام عيد الفطر المبارك، ضاربين حاجة المواطن بعرض الحائط، قبل العودة إلى العمل من جديد. طوابير وأزمة خبز وإلى جانب هذا، فإن شهر رمضان قد شهد استهلاكا كبيرا لمادة الخبز والمطلوع من طرف مواطنينا، إلا أن هذا الأخير أضحى منعدما كذلك في الأسواق والمحلات وخاصة أن جل العائلات الجزائرية تصوم ''أيام الصابرين''. وحسب ما أكدته لنا الحاجة عائشة التي التقينا بها تود شراء المطلوع عوضا عن الخبز، غير أنها لم تجد ما تشتريه قائلة ''إن المطلوع أصبح عزيزا''، وهو الأمر الذي ألزم المواطن العاصمي بأن يعيش في هذه الآونة الأخيرة أزمة، ظهرت على شكل طوابير غير منتهية بعد الظهيرة، حيث يزداد الإقبال على الخبز، وتشهد الفترة الصباحية تزاحما على المخابز من طرف مواطنين ينتظرون بفارغ الصبر نضج الأرغفة التي يصنعها أصحاب المخابز المفتوحة ، على غرار مخبزة ''مسك الليل'' و ''لاديليسيوز '' المتواجدتين بشارعي ميسوني، لأخذ كميات كبيرة خوفا من فقدانه في المساء