بكلماته وألحانه وكذا بأدائه المتميز استطاع القادم من بيروت الفنان مروان خوري أن يلهب الركح المسرحي الروماني بجميلة في ليلة ساحرة سادت فيها الكلمة الرومانسية والهادئة والتعبير الهادف، كيف لا وهو يلقب بأمير الأغنية الرومانسية بالوطن العربي، بحيث استطاع مروان خوري في ظرف ساعة وبضع دقائق أن يعيد عشاق الأغنية المشرقية واللبنانية على وجه التحديد الى أروع ما غنى بداية من ''ألبي انكوى'' مرورا ب''بدي مين ايداريني'' وأغنية ''ناسيني'' دون نسيان رائعة ''كل القصائد'' التي تعد البداية الحقيقية لبروز مروان خوري في عام 1999 بانضمامه إلى شركة روتانا الإنتاجية. كما اعتمد الفنان التلقائية في عرض بعض الأغاني التي كان وراء كتابتها لبعض الفنانين على غرار أغنية ''دلعونة'' التي كتبها مروان وغنتها نوال الزغبي وكذا ''بتمون'' التي حققت نجاحا كبيرا في الفترة الأخيرة بعد تفننت ايليسا في طرحها بطريقة رومانسية ممزوجة بالكلاسيكية وقد استغرقت مدة كتابتها من طرف الفنان مروان خوري أكثر من 06 أشهر كاملة. ولم ينس أمير الأغنية الرومانسية رائعة ''يا رب'' التي كانت عبارة عن ديو جمع بين تلميذة الرحباني وكبير كتاب الأغنية العربية المعاصرة أي بين كارول سماحة ومروان الذي أثنى كثيرا عن نجاح العمل الذي تمت إعادة توزيعه بطريقة جديدة بالنظر الى الطلب المنقطع النظير في سوق الأغنية بالوطن العربي على وجه التحديد. ولم يبخل نجم السهرة الثالثة لمهرجان جميلة على جمهوره بعرض الجديد من ألبومه ''أنا والليل'' من خلال أداء أغنية ''خاينة'' بطريقة عصرية وبخفة الفن العربي الحالي ليختتم سهرته بأغنية '' الشوق'' بعد شوق كبير للقاء الأحبة والواقعية التي تميز بها في كتابة وتأدية هذه الأغنية منذ مطلع ال.2001 وكان الزمن كفيلا بأن يكتشف جمهور مروان خوري التميز الذي ساد العمل رغم مرور سنوات على ألبوم ''الشوق''. وعلى العموم فإن سهرة الجمعة كانت متميزة رغم الحضور المحتشم للجماهير لأسباب تتأرجح بين غلاء التذكرة وطبيعة البرنامج المتململ بين الطبوع ونقص الدعاية لهذه الطبعة. والى جانب الفنان مروان خوري كان ابن الألف قبة وقبة محبوب على موعد مع سهرته بالمهرجان بحيث ألقى 03 أغاني من التراث الصحراوي وعلى طريقة الزرنة المعروفة التي تجاوب معها الجمهور. لتختتم السهرة بصوت الفنانة زكية محمد التي عادت إلى جمهورها بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات حيث أدت بعضا من أغانيها القديمة والجديدة رغم ضيق المدة الزمنية المخصصة لها لأن الساعة آنذاك كانت تشير الى حدود الثانية صباحا، ما جعل أغلب الكراسي تقريبا فارغة. وعلق الجميع على أن محبوب وزكية محمد يغنيان للكراسي بعد انصراف عدد هائل من الحضور مباشرة بعد حفل مروان خوري.