إسرائيل تحاول إجهاض توصيات غولدستون يُصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق قراره النهائي إزاء تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وقالت مصادر إعلامية في جنيف إن هناك رهان قوة بين مجموعتين، الأولى تسعى لتمرير التقرير كما هو دون تعديل، والثانية تسعى لإجهاضه. وأشار المصدر إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها تقرير موثق بالقرائن والأدلة لمجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل، قائلا إن المنظمات الحقوقية ترى أن هناك فرصة لإعادة المصداقية للأمم المتحدة. وينظر إلى الأمر على أنه فرصة ذهبية لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتأكيد التوجه نحو تعزيز حقوق الإنسان لو أرادت، كما وصف المراسل التقرير بأنه وسيلة غير مسبوقة لملاحقة إسرائيل قضائيا. وقال المصدر إن الولاياتالمتحدة تسعى لعدم إدانة إسرائيل والاكتفاء فقط بمجرد إعلامها بالتقرير. وأشار إلى رفض الولاياتالمتحدة ''المساواة على الصعيد الأخلاقي بين إسرائيل، التي قال إنها دولة ديمقراطية من حقها الدفاع عن نفسها، وحركة حماس. كما يدعو الموقف الأميركي إلى استخدام المراجعة القضائية المحلية للتحقيق والمتابعة. وفي هذه الأثناء مارست إسرائيل ضغوطا مناهضة للتقرير وصعدت من الانتقاد العلني له ووصفته بأنه غير متوازن ومنحاز. واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصويت بدعوة مجلس حقوق الإنسان إلى عدم تبنيه، قائلا إن التصديق على التقرير وتوصياته سيوجه ضربة قاسية إلى عملية السلام في المنطقة. في المقابل حذرت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة من أن تجاهل الأممالمتحدة لتقرير غولدستون وعدم البناء عليه سيشكل تمهيدا لحرب جديدة بغطاء دولي. أما السلطة الفلسطينية فقد نفت أنباء ذكرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن عزمها سحب اعترافها وإقرارها بتقرير غولدستون نتيجة ضغوط إسرائيلية وأميركية. ويحث ريتشارد غولدستون الذي قاد تحقيق الأممالمتحدة بشأن أحداث غزة مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 دولة على تبني التقرير الذي انتهى إلى ''ارتكاب الجيش الإسرائيلي والنشطاء الفلسطينيين لجرائم حرب''. كما حث غولدستون مجلس الأمن على رفع الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إذا لم تحقق السلطات الإسرائيلية أو الفلسطينية على حد سواء مع المشتبه في تورطهم في هذه الجرائم وتقدمهم للقضاء في غضون ستة أشهر. حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان .. 6 آلاف شهيد فلسطيني منذ بدء انتفاضة الأقصى أعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه استشهد منذ بدء انتفاضة الأقصى في التاسع والعشرين من سبتمبر من العام 2000 وحتى اليوم 6426 شهيد، منهم في قطاع غزة 4497 شهيد و1929 شهيد في الضفة الغربية. وقال المركز في تقرير له إن من بين الشهداء 4959 مدني أعزل، منهم 3248 من قطاع غزة، و1711 من الضفة الغربية. ويرى المركز أن المجتمع الدولي الذي أبدى استعداداً للمساهمة في إعادة إعمار ما أنتجته تلك الحرب من دمار لم يتخذ حتى الآن خطوات جادة في إلزام حكومة الاحتلال بفتح المعابر الخارجية للقطاع بشكل يسمح بتدفق احتياجات إعادة الإعمار.