في أول حالة طبية مثبتة، أعلن علماء بريطانيون عن إصابة جنين في الرحم بسرطان الدم من أمه التي توفيت لاحقاً بالمرض. وتلفت الحالة النادرة للغاية إلى قدرة الخلايا السرطانية المتعدية على مراوغة الدفاعات الطبيعية، ونقل المرض من شخص بالغ إلى طفل. وتشير البيانات إلى 17 حالة طبية مسجلة تشاركت الأم والأطفال فيها نفس المرض، وعادةً سرطان الدم ''اللوكيميا'' أو سرطان الجلد، إلا أنها الحالة الأولى المثبتة عملياً وبما لا يدع مجالاً للشك، ارتباط الإصابتين، حيث إن الأم هي مصدر إصابة الطفلة بالسرطان، وفق فريق البحث التابع ل''معهد أبحاث السرطان'' في مدينة مقاطعة ''سري'' ببريطانيا. وأوضح الباحثون أن جهاز المناعة عادةً ما يتعرف لدى الجنين على الخلايا السرطانية المتعدية القادمة من الأم ويبادر بتدميرها، إلا أن تلك الخلايا، وفي هذه الحالة الفريدة، نجحت في المراوغة. وأظهرت الاختبارات المعملية إصابة الرضيعة ''باللوكيميا''، وشرح الوالد بأن الأم توفيت بذات المرض بعد ثلاثة أشهر من ولادتها. واكتشف الباحثون باستخدام تقنية ''البصمة الوراثية'' أن دم الأم والطفلة يشتركان في ذات الخلايا السرطانية المتعدية، ما يعني بأن المصدر واحد حيث انتقلت تلك الخلايا من الأم إلى الجنين عبر المشيمة. وأكدت البروفيسور ميل جريف، التي قادت البحث المنشور في محاضر الأكاديمية القومية للعلوم، أنها حالة نادرة بشكل استثنائي، مشيرة إلى أن الخلايا السرطانية للأم عبرت عن طريق المشيمة إلى الجنين أثناء نموه ونجحت في الاستزراع لأنها كانت غير مرئية لجهاز المناعة. ويعد سرطان الجلد واحداً من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً حيث يقدر عدد الإصابات به في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط بحوالي مليون إصابة سنوياً. ويوصي المختصون بتجنب أشعة الشمس كأفضل وسيلة لتفادي الإصابة بسرطان الجلد، حيث إن التعرض الزائد لأشعة الشمس بما في ذلك التشمس، هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الجلد خاصةً عند الإصابة بحروق منها.