لقاح جديد لعلاج سرطان الرحم فكما هو معروف، لم يحدد العلم بعد الأسباب الحقيقية الكامنة وراء إصابة عنق الرحم أو الرحم بالورم السرطاني، لكن عرف حتى الآن سببان: الأول تعاطي المرأة هرمونات الاستروجين البديلة في علاج الأعراض التي تصيبها نتيجة دخولها مرحلة سن اليأس، حيث تتراجع نسبة الهورمونات النسائية بشكل كبير جدا لديهن، لكن قسما لا بأس به يصاب بهذا المرض عن طرق فيروس يسمى هيومان بابلوما HPV، كذلك عند حدوث أورام ليفية في الرحم وتسبب آلاما ونزيف دم حاد مما يدفع الجرّاح إلى استئصال الرحم بسرعة. وقد يساعد تحليل مخبر لسائل يؤخذ من المهبل أو خلايا من عنق الرحم في كشف المرض قبل استفحاله بحوالي عشرة أعوام، وإما يستأصل جزئيا مع قناتي فالوب أو كليا. لكن نتيجة تجارب عديدة وتحاليل مخبرية تمكّن علماء ألمان من الكشف عن قدرة هذا الفيروس في الاختباء داخل خلايا الجسم لتجنب سلطة جهاز المناعة وبهذا ينقذ نفسه. ورغم أن العلاقة بين الفيروس والمرض معروفة لكن من الصعب معالجة فيروس هيومان بابلوما، ويعتبر الأخطر، والسبب في ذلك أنه من أذكى الفيروسات، فهو يختفي بعد الإصابة الأولية داخل الخلايا لسنوات عديدة قبل أن يصبح خبيثا يشنّ هجومه مرة أخرى على الرحم. إلا أن اكتشاف العلماء قدرة الفيروس على الاختباء، مهد الطريق لتطوير لقاح طبي جديد يمنع الإصابة بالانبثاثات والالتهابات المسببة لسرطان الرحم وعنق الرحم ويحمي من فيروس HPV الصعب. فبعد تجارب كثيرة على الآلاف من النساء في المختبرات الألمانية تم التأكد من أنه وفّر وقاية بنسبة مئة في المئة ضد سلالات هذا الفيروس التي تسبب حوالي 65 في المئة من سرطانات عنق الرحم. وقبل إنزاله إلى الأسواق، أجرت مجموعة من الأطباء في كلية هانوفر الطبية على مدى أربعة أعوام اختبارات طبية شملت 2113 سيدة مصابة بسرطان عنق الرحم والرحم تتراوح أعمارهن ما بين 25 و45 سنة تلقت بعضهن جرعة من اللقاح وأخريات جرعة وهمية، وبعد 27 شهرا أثبت اللقاح فعاليته بنسبة 90 بالمئة ضد الإصابة بعدوى سلالتين من فيروس بابيلوما-16 وبابيلوما-18، كما وفر وقاية بنسبة كبيرة من ظهور انبثاثات.