كشف محمد مزيان الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' أن المداخيل الوطنية من النفط والغاز بلغت 31 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مضيفا أن رقم أعمال الشركة قارب في نفس الفترة من السنة الماضية حدود 63 مليار دولار، مرجعا سبب التراجع إلى انخفاض أسعار الخام في الأسواق الدولية والركود الاقتصادي الذي عرفه العالم منذ منتصف السنة الفارطة. وأوضح، أمس، محمد مزيان لدى استضافته في حصة ''ضيف التحرير'' للقناة الإذاعية الثالثة أن تحسن أسعار النفط في الفترة الحالية بتجاوزها عتبة 78 دولارا للبرميل ستدفع بالمداخيل الوطنية إلى تجاوز معدل 40 مليار دولار بنهاية السنة، فيما بلغت مداخيل شركات الطاقة العاملة بالجزائر 11 مليار دولار في غضون السنوات الأربع الأخيرة. وأشار مزيان إلى أن تراجع المداخيل لن يعرقل مسار الاستثمارات المحلية أو الأجنبية، حيث رجح لجوء المجمع إلى الاستعانة بالقروض البنكية لتمويل مشاريعه في حال التدهور الكبير في المداخيل، غير أن المجمع في الوقت الراهن يملك قدرات التمويل الذاتي على مدار السنوات المقبلة. وأكد مزيان أن إنتاج الجزائر سيبقى في هذا المستوى بالرغم من ارتفاع أسعار الخام التي تقدر بحوالي 70 دولارا بسبب استعادة الثقة في تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي. وقدر محمد مزيان حجم الاستثمارات التي خصصتها الشركة لتطوير مشاريع الصناعة البتروكيماوية ب 28 مليار دولار، مشيرا إلى عشرات المشاريع التي برمجتها الشركة لتدخل حيز التشغيل خلال البرنامج الخماسي المقبل، على غرار مشروعي الأمونياك والميتانول الذين باشرتها سوناطراك بالشراكة مع العديد من المجمعات العربية والدولية المتخصصة في المجال. وبخصوص الإنشاء المرتقب للبنك الخاص بعمال مجمع سوناطراك، أوضح مزيان أن الشق المتعلق بالقروض الممنوحة للموظفين والإطارات في إطار نشاطات البنك تم استكمالها في انتظار ضبط الإجراءات والنصوص التنظيمية للإطلاق الرسمي للعملية. وقال مزيان إن المخاطر التي تواجه المجمع في استثماراته الأجنبية بالخارج راجعة بالدرجة الأولى إلى التدهور الاقتصادي الذي يعرفه العالم، إضافة إلى المخاطر الجيولوجية التي قد تؤثر على مدى مصداقية الاحتمالات البترولية في الحقول التي تشتغل فيها سوناطراك بالشراكة مع مجمعات الطاقة الدولية.