كشف أمس الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك محمد مزيان عن اهتمام الشركة بالعودة للاستثمار في العراق، معلنا عن دخول سوناطراك مناقصة دولية في العراق، كما أشار إلى أن مداخيل المحروقات لم تتجاوز خلال السنة الجارية 31 مليار دولار، مقابل 63 مليار حققتها في نفس الفترة من 2008، وتوقع مزيان أن تسجل عائدات الخزينة من النفط 40 مليار دولار مع نهاية السنة، فيما تخطت عتبة ال 76 مليار العام الماضي. عكست الأرقام الرسمية التي قدمها مدير عام سوناطراك حول نشاط الشركة خلال التسعة أشهر المنقضية من 2009 تراجع بأكثر من 50 بالمئة في عائدات الجزينة العمومية من المحروقات حيث أكد أن إيرادات الشركة العمومية من صادرات النفط والغاز على مدى التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية بلغ 31 مليار دولار فقط مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية أين تجاوزت عائدات المحروقات 63 مليار دولار، وقال مزيان على أمواج القناة الإذاعية الوطنية الثالثة أن مرد هذا التراجع يعود إلى التراجع المسجل في أسعار النفط العالمية. وفي ظل ما تشهده أسعار النفط من تحسن في الأسواق الدولية منذ أيام أعرب مزيان عن أمله في استقرار الأسعار في هذا المستوى أو تحسينه قصد بلوغ الهدف المحدد من طرف سوناطراك والمتمثل حسبه في رفع مداخيل الخزينة العمومية من المحروقات إلى 40 مليار دولار، مع نهاية السنة الجارية، وهو الرقم الذي قال عنه الرئيس المدير العام للمجمع أنه»سيكون مع ذلك قربيا من ذلك المحقق في سنة 2007 لأن سنة 2008 ستبقى سنة استثنائية من حيث الأسعار وهي السنة التي بلغ سعر برميل البترول فيها 147 دولار في شهر جويلية«، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مداخيل المحروقات في 2008 إلى أكثر من 76 مليار دولار. وعن أهداف الشركة المسطرة لآفاق 2014 كشف مزيان أن سوناطراك تسعى إلى تحقيق احتياطي من نفط بحوالي 600 مليون برميل على المستوى العالمي، مضيفا أن المجمع يهدف إلى إنتاج 120 ألف برميل يوميا انطلاقا من المناجم التي يطورها في الخارج، كما تعتزم الشركة جلب 150 مليون دولار في السنة من استثماراتها في مجال الخدمات الهندسية والبناء التي تقوم بها فروعها في الخارج، كما كشف المتحدث عن ميزانية ب 1.6 مليار دولار خصصت الشركة لتمويل استثماراتها في الخارج خلال الفترة 2009-2013، ونفى المتحدث إمكانية أن تلجأ سوناطراك إلى مراجعة حجم استثماراتها في الخارج بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث أوضح أن »الظرف الاقتصادي العالمي الحالي تسبب بالتأكيد في تراجع الطلب على الطاقة لكنه ليس سببا لنخفض من وتيرة الاستثمار بصفة عامة وفي الخارج بصفة خاصة«. وتابع مزيان بالقول أن »الفرص الجيدة تبرز وقت الأزمة، حيث أن الشركات الدولية التي تملك قدرات تمويل خاصة تنتهز فرص الأعمال السانحة لتدعم ميزانيتها ومكانتها في السوق«. وفضلا عن مشاركة سوناطراك في مشاريع طاقوية في مصر مع المجمع النورويجي »ستات أويل«وحضور الشركة الوطنية أيضا في البيرو في منجم كاميسي الكبير وفي ليبيا والنيجر وتونس ومالي مع الايطالي إيني وفي موريتانيا مع الفرنسي "توتال"، كشف مزيان عن اهتمام المجمع بالاستثمار في كلومبيا وفنيزويلا وفي الشرق الأوسط خاصة في العراق، حيث أعلن عن دخول سوناطراك مناقصة دولية في العراق لم يكشف عن فحواها، موضحا »أن الشركة تبحث عن إطار يدخلها في هذه البلدان«، فيما سبق لسوناطراك الاستثمار في مجال التنقيب والاستغلال في حقل طوبا جنوب العراق.