حظي أمس بالجزائر نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان باستقبال من طرف رئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث يكون قد أبلغه بنية واشنطن في إقامة تعاون وثيق مع الجزائر، خاصة وأن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد خلال التقائه بالمسؤول الأمريكي أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد عرفت خلال السنوات الأخيرة تقدما في عدة ميادين. وأجرى فلتمان مباحثات مع القادة الجزائريين، فإضافة إلى التقائه بالرئيس بوتفليقة، أجرى المسؤول الأمريكي محادثات مع الوزير الأول أحمد أويحيى، إضافة إلى اجتماعه أول أمس مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي. ولم ترد إلى غاية كتابة هذه الأسطر معلومات عن فحوى المواضيع التي ناقشها مع رئيس الجمهورية، إلا أنه من المرجح أن تكون قد تناولت مختلف القضايا التي تلعب الجزائر دورا مؤثرا وحساسا فيها، مثل القضية الفلسطينية، ورؤية الجزائر لحل النزاع العربي الصهيوني، وموقفها من المفاوضات، إضافة إلى أن المسؤول الأمريكي يكون قد أثار مع القادة الجزائريين مشكل الإرهاب الدولي الذي يؤرق العالم بأكمله، ويوجد في إطاره تعاون كبير بين الجزائروواشنطن، خاصة وأن الموقف الجزائري المتعلق بهذا المجال ملتزم بضرورة إيجاد تعريف موحد للإرهاب، وكذا الحرص على التفريق بين حق الشعوب في المقاومة والدفاع عن نفسها، وبين العمل الإجرامي الذي تدينه الجزائر بشدة. وابتدأ فيلتمان زيارته للجزائر بمباحثات جمعته بوزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي قال عقبها ''إننا نسجل باهتمام بالغ في كلا الجانبين تقدما معتبرا لعلاقاتنا الثنائية خلال السنوات الأخيرة سواء تعلق الأمر بالشق السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو العلمي''، مبينا في الوقت ذاته أنه على الجانبين '' اغتنام الفرص الجديدة التي تتيحها الجزائر التي تعتبر اليوم بلدا هاما تطور بسرعة فائقة من حيث المنشآت والطاقات البشرية والتشريع''، ومردفا بالقول ''يتعين علينا أيضا أن نغتنم فرصة التغيرات الملاحظة في الولاياتالمتحدة على الصعيد السياسي لإعطاء دفع صريح لهذه العلاقة''. وأوضح وزير الشؤون الخارجية أنه واصل مع فيلتمان المحادثات التي بدأها من قبل في نيويورك والتي كانت قد سمحت ب ''تبادل واسع لوجهات النظر حول المسائل الثنائية وبعض القضايا الدولية ذات الاهتمام البالغ''، مشيرا إلى أنه قد تناول مع ضيف الجزائر الوضع في الشرق الأوسط، حيث قال في هذا الإطار ''لقد أجرينا تحليلات شاملة للوضع في الشرق الأوسط من خلال متابعة الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والرئيس أوباما بصفة خاصة لإنشاء مناخ يساعد على استئناف المحادثات مع أهم الأطراف في المنطقة''، وكذا ''بتبادل المعلومات التي تسمح لنا كل على مستواه بتبني المواقف التي تبدو لنا الأنسب في المحافل الدولية''. وبخصوص لقائه مع مدلسي، أكد فيلتمان أن ''شراكة متينة'' تجمع بلاده بالجزائر، كما تربطها بها علاقات دبلوماسية ''تاريخية''، مضيفا أن تواجده بالجزائر من شأنه أن ''يدفع إلى الأمام عملية استئناف مسار السلام في الشرق الأوسط''. وتجدر الإشارة إلى أن فيلتمان ثاني مسؤول أمريكي يحل بالجزائر في أقل من أسبوع بعد الزيارة التي قامت بها مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة بالدفاع الخاص بأفريقيا فيكي هودليستون على مدى ثلاثة أيام.