بنفس القدر الذي دعا من خلاله السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أمس كافة المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والدول الفاعلة في العالم من أجل الضغط على المغرب لإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين السبعة. بالقدر نفسه دعا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمواصلة المساعي التي يقوم بها الدبلوماسي الأمريكي الأسبق ومبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من أجل السعي لإيجاد حل للقضية التي دامت أكثر من 34 سنة من النزاع، بالإضافة إلى هذا فقد طالب الدبلوماسي الصحراوي بإدراج سريع لمهمة حماية حقوق الإنسان ضمن مهام المينورسو مثلها مثل أي هيئة لحفظ السلام الأممية عبر العالم. وكان السفير الصحراوي لدى الجزائر ووزير الدفاع الأسبق لجبهة البوليزاريو إبراهيم غالي قد عقد ندوة صحفية أمس بمقر سفارة بلاده بالجزائر، كشف من خلالها على تعاظم ''الممارسات القمعية المغربية في الأراضي المحتلة ونتائج حملة التصعيد التعسفية من طرف النظام المغربي الذي فتح مرحلة جديدة من حملة التصعيد الممنهجة من أجل تخويف الشعب المحتل . ومثلما أشير إليه سابقا، فقد طالب غالي هيئة الأممالمتحدة ومن خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون إلى العمل على إدراج مهمة حماية حقوق الإنسان ''الجد متدهورة في الأراضي المحتلة'' في أقرب الآجال ضمن عمل المفوضية السامية للشؤون اللاجئين''، بعدما أصبح مجرد زيارة امرأة لذويها وتسليمهم 500 درهم يفرض التوقيف القسري والإحالة مباشرة على المحكمة العسكرية ومن ثمة الحكم بشهرين حبسا نافذا في أقل من 3 أيام. وعليه أكد الدبلوماسي الصحراوي ''أننا نطالب مختلف المنظمات الدولية وكافة المؤسسات الدولية والدول التي اتصلنا بها كمجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والبرلمان الأوروبي ومؤسسات حماية حقوق الإنسان من اجل القيام بعمل موسع في هذا الإطار. وفي هذا الصدد ندد السفير الصحراوي إبراهيم غالي، بالممارسات المغربية والتي انطلقت منذ 5 أكتوبر الجاري حيث ثارت الدنيا ولم تقعد بعد الزيارة التي قادت مجموعة الناشطين الحقوقيين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين وتوقيفهم في مطار '' كازا المغربي'' حيث وجدوا عناصر المخابرات المغربية في انتظارهم في المطار لينقلوا إلى زنزانات فردية لمدة 8 أيام جرى استنطاقهم والبحث الدقيق مع مختلف أنواع الاهانة، موضحا بعد ذلك انه جرى تحويلهم من سجون '' كازا'' إلى الرباط حيث سيقدمون إلى المحكمة العسكرية . من جانب موازي لهذا كشف السفير غالي عن عملية إنزال عسكرية قامت بها الكثير من القوات المغربية في كافة الجهات الصحراوية من اجل بطش وقمع كل تحرك صحراوي، مشيرا الى زيارة وزير الداخلية المغربي مرفوقا بكافة هيئة أركانه في إطار ما اسماه عرض العضلات ضد المواطنين العزل في كل من العيون وبجدور والسمارة. وبعد فتح النقاش، رد السفير الصحراوي على سؤالين ل ''الحوار'' تعلق الأول بعدم تفهم المغرب للمبادرات الإنسانية الصحراوية بعد إطلاق الأسرى المغاربة حيث قال ''نحن لسنا نادمين على ذلك فقد كان واجب إنساني حيال كل المجتمع الدولي''، رافضا مبدأ المساومة والابتزاز ولذلك أكد أن ذلك لم يكن خطأ البتة . وفي رده على سؤال ''الحوار'' الثاني والخاص بالكيفيات التي يمكن من خلالها الضغط على المملكة المغربية عبر إدخال القضية للفصل السابع من قرارات الأممالمتحدة بعد فشل التحكيم الدولي والمساعي الحميدة والمفاوضات التي يدعو لها الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة، رد السفير الصحراوي أن الصحراويين ما يزالوا متعلقين بما أقره المجتمع الدولي وبأنهم لم يكونوا دعاة للحرب بل لجئوا للسلم في عز انتصاراتهم العسكرية وعليه فقد أكد أنهم دعاة سلم بالقدر الذي لا يستبعدون أي حل لإعادة الحقوق لشعب الساقية الحمراء ووادي الذهب.