وجه السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي نداء عاجلا إلى كل المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي للقيام بتحرك عاجل لإنقاذ حياة أكثر من 29 سجين رأي صحراويا مضربين عن الطعام منذ عدة أيام في السجون المغربية. ودق السفير الصحراوي في ندوة صحفية نشطها أول أمس الخميس بمقر سفارة الصحراء الغربية بالجزائر ناقوس الخطر من وقوع كارثة إنسانية بل مجزرة في حق هؤلاء السجناء بسبب تجاهل سلطات الاحتلال المغربي لمطالبهم المشروعة في إطلاق سراحهم لأنهم لم يرتكبوا أي جرم ويبقى ذنبهم الوحيد أنهم يطالبون علانية بحق شعبهم في تقرير مصيره. والنداء نفسه وجهه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إلى هيرمان فان رومبوري رئيس المجلس الأوروبي حيث حمل في رسالته إلى هذا الأخير الدولة المغربية كامل المسؤولية عن كل ما وقع ويقع للمعتقلين السياسيين الصحراويين وعائلاتهم من إضرار جسدية ونفسية ومادية. وحذر السفير الصحراوي من انه في حال لم تتحرك المجموعة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياتهم فإن أي مكروه يصيبهم من شأنه تقويض المساعي الأممية الرامية لتسوية ملف القضية الصحراوية وأكثر من ذلك قد يقود المنطقة إلى حالة من التوتر واللااستقرار. واستعرض غالي آخر تطورات الوضعية الصحية لهؤلاء السجناء وخاصة تلك المتعلقة بمجموعة الستة الذين لا يزالون معتقلين في سجن سالا العسكري منذ الثامن أكتوبر الماضي لا لسبب فقط لأنهم تجرؤوا على زيارة ذويهم في مخيمات اللاجئين رغم أن ذلك يندرج في إطار الشق الإنساني لمساعي الأممالمتحدة للتوصل إلى حل نهائي وعادل لآخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وقال أن المعتقلين الستة يعانون من مضاعفات صحية خطيرة من انخفاض في ضغط الدم وآلام حادة على مستوى المفاصل والمعدة والقلب وقد وصلت حالة بعضهم إلى درجة الشلل على غرار علي سالم التامك وإبراهيم دحان واحمد الناصري الذين أصبحوا غير قادرين على الحركة. والوضعية الخطيرة نفسها يعاني منها باقي السجناء الموزعين عبر عدد من المعتقلات المغربية الذين التحقوا مؤخرا بالإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع مجموعة الستة. وندد السفير الصحراوي بشدة بتجاهل سلطات الاحتلال المغربية لمطالب المعتقلين السياسيين والبالغ عددهم 59 معتقلا وبالممارسات القمعية التي ترتكبها قوات الأمن المغربي ضد الصحراويين في المدن المحتلة والتي تشهد في الأشهر الأخيرة تصعيدا امنيا خطيرا مس الحريات العامة لسكانها الاصليين. وفي رده على سؤال حول الضجة التي أثارها إضراب الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر في حين لم تلق معاناة المعتقلين السياسيين الصحراويين تضامنا دوليا اعتبر غالي أن ''العالم يكيل بمكيالين ودليل ذلك أن اميناتو حيدر المعروفة بنضالها السلمي ودفاعها عن حقوق الإنسان والتي حظيت بكثير من التكريمات في هذا الميدان أثارت اهتمام الكثيرين خاصة في الغرب مما وسع من رقعة التضامن مع قضيتها وهو ما دفع بالحكومتين المغربية والاسبانية من الرضوخ والسماح بحيدر بالعودة إلى مسقط رأسها''. وتأسف بالمقابل لكون قضية هؤلاء السجناء لم تحظ بنفس الاهتمام مرجعا ذلك إلى الضغوط التي مورست على وسائل الإعلام الدولية لمنعها من التطرق إلى وضعيتهم. كما جدد السفير الصحراوي اتهام فرنسا بالعمل على عرقلة مسار التسوية في الصحراء الغربية بسبب دعمها للنظام المغربي مما دفع هذا الأخير إلى التمادي في تعنته وضربه الشرعية الدولية عرض الحائط. وقال أن فرنسا هددت برفع حق الفيتو لمنع توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في حين اعتبر الموقف الاسباني تابع ورهين حسابات مجموعة ضيقة المصالح في المغرب. وبالنسبة لموقف المبعوث الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس حول هذه القضية عبر غالي عن قناعته بأن هذا الأخير على دراية تامة بما يحدث وسيقوم بنشر كافة التفاصيل في تقريره السنوي المقرر رفعه إلى مجلس الأمن الدولي أواخر الشهر الجاري. من جانبها وجهت التنسيقية الأوروبية للجان مساندة الشعب الصحراوي ببروكسل نداء عاجلا لإخطار الرأي العام البلجيكي بخطورة الوضع الذي يتخبط فيه المعتقلون الصحراويون. بينما شكل ما يفوق عن 3 ألاف شخص من عدة دول أوروبية أمس سلسلة بشرية ضخمة أمام شطر جدار العار الذي يقيمه المغرب لتجزئة الصحراء الغربية وطالب المتظاهرون بتفكيك هذا الرمز الاستعماري وبإعادة تكرار هذه المبادرة مجددا. ومن جهتها جددت أوغندا دعمها لنضال الشعب الصحراوي من اجل تقرير مصيره وأكدت أن تسوية هذه القضية لن يتم إلا عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه يشمل كافة أراضي الصحراء الغربية ويضمن لشعبها ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره.
حزب مغربي يدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين دعا حزب النهج الديمقراطي المغربي نظام بلاده إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين ووقف المتابعات القضائية ''الجائرة'' في حقهم. ودعت الكتابة الوطنية لهذا الحزب المطالب باستقلال الصحراء الغربية إلى ''استمرار المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو على قاعدة مبدأ تقرير المصير والبحث دون كلل عن حل سياسي يجنب المنطقة ويلات الحرب''. وأعرب الحزب عن إدانته ''للحملات القمعية الشرسة والمحاكمات السياسية والمناورات التي تواجه بها الحكومة المغربية المطالب المشروعة لمختلف الفئات الاجتماعية'' مستعرضا ''التصعيد الخطير للقمع الوحشي والمناورات والتعتيم الذي يواجه به الحكم المخزني هذه النضالات المشروعة". وتوقفت الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي عند مجموعة من القضايا السياسية من بينها الزيارة التي قادت مؤخرا المبعوث الاممي المكلف بملف الصحراء الغربية كريستوفر روس إلى المنطقة في إطار إعداد تقرير لمجلس الأمن خلال الشهر الحالي