تذيلت الكتب العلمية المبيعات في المعرض الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته بالمركب الاولمبي محمد بوضياف رغم قرب مكان العرض من الطلبة الجامعيين، الأمر الذي تفاءل له اصحاب العرض على ان الطلبة سيشكلون في هذه الطبعة لا محالة 80/ من الزوار، وبالتالي تحقيق مبيعات اكبر ولاسيما على مستوى الكتاب العلمي. غير ان الواقع يظهر عكس ذلك تماما، حيث يلاحظ المتجول عبر أجنحة المعرض نقصا واضحا في الكتب العلمية عبر رفوف العرض وإن وجدت فهي مرتفعة الثمن مما يصعب على الطالب اقتناءها . ولمعرفة أسباب ذلك ارتأت '' الحوار'' استقصاء آراء بعض مسؤولي دور النشر والطلبة من الزوار. عبد الباقي ممثل دار نشر إيليبس: أوضح عبد الباقي ممثل عن دار نشر إيليبس أن زوار المعرض يركزون على اقتناء الكتب العامة كتلك التي تتحدث عن المرأة وكتب الطبخ والكتاب الديني، بينما يسجل الكتاب العلمي نسبة ضعيفة نظرا للغلاء الفاحش الذي يميز سعره حيث يصل أدنى سعر الكتاب الواحد الى 1000 دج مقارنة بالكتب السابقة الذكر التي تصل في بعض الأحيان إلى 100 دج، كما أن أغلب الأشخاص الذين يبحثون عن العناوين العلمية هم فئة الطلبة وهؤلاء، يقول عبد الباقي، يجدون صعوبة في الشراء نظرا لضعف ميزانيتهم . عبد القادر ممثل منشورات لغوس أشات الفرنسية بالجزائر: من جانبه أنكر عبد القادر ممثل منشورات ''لغوس أشات'' الفرنسية بالجزائر أن تكون الكتب العلمية في ''النازعات''، على اعتبار ان هذه الكتب سجلت نسبة مقبولة من المبيعات على غرار الكتب العامة التي تعج بها أجنحة المعرض بدليل، يضيف عبد القادر، أنه لم تجد إحصاءات رسمية توحي بعزوف القارئ عن العناوين العلمية، وأن الكتاب العلمي مطلوب من طرف الطلبة والمؤسسات المختصة حسب الاحتياجات. وباعتبارنا متخصصين في سوق الكتاب العلمي فإننا لم نواجه أي مشكلة مع الزوار على الرغم من ارتفاع سعر هذا الكتاب الذي قد يثقل جيب المواطن الجزائري. محمد خير ممثل دار نشر أردنية: أوضح محمد خير من الأردن أن الكتاب العلمي مطلوب بكثرة من قبل مؤسسات الدولة والهيئات الحكومية بشكل عام في الجزائر، أما على مستوى الأشخاص فلا يوجد إقبال بسبب ارتفاع أسعار هذه الكتب العلمية وعليه نجد الزائر الجزائري لا يستطيع اقتناء الكتب العلمية خاصة تلك التي كتبت باللغة الإنجليزية . الإقبال على هذه الأخيرة ضعيف عكس ما نجده في باقي المعارض الدولية الأخرى التي شاركنا فيها . سفيان حواني ممثل دار الكتاب الحديث في توضيحه للأسباب التي أدت إلى قلة نسبة مبيعات الكتب العلمية قال سفيان ممثل دار الحديث إنه منذ 10 سنوات وهو يشارك في المعارض الرسمية، حيث سجل ضعف إقبال القراء على العناوين العلمية باعتبارها كتبا متخصصة تمس شريحة معينة من المجتمع وحتى الطلبة والأساتذة الباحثين يجدون صعوبة كبيرة في اقتنائها نظرا لغلاء سعرها فهي ليست في متناول الجميع مقارنة بالكتاب العام ككتاب الطفل والطبخ، وعليه أغلب العارضين لا يهتمون بالكتاب العلمي في هكذا معارض. آراء طلبة وأساتذة جامعيين: وفي استطلاعنا لآراء الطلبة والأساتذة الذين زاروا معرض الكتاب أكد لنا كل من محمد طالب جامعي وجميلة أستاذة بكلية الطب أن الكتاب العلمي الذي يتم عرضه في الصالون الدولي للكتاب في كل سنة يتميز بغلاء فاحش حيث يكتفي الطالب بتصفح أوراقه في حدود رواق دار النشر المتخصصة. وعليه نطلب من مسؤولينا التسهيل على الطالب والأستاذ بتخفيض نسبة الأسعار المحددة على الكتب العلمية.