هددت عائلات ضحايا الطرد من السكنات، بتنظيم تجمعات وطنية أمام مقرات كل ولايات الوطن أو الذهاب نحو تنفيذ الانتحار الجماعي، ما لم تلتفت إليهم الجهات الوصية ولم تمكنهم من سكنات أو على الأقل شاليهات سيما وأن فصل الشتاء قد اقترب وأزمتهم لا محالة ستتفاقم إذا لم يعد إسكانهم. وسجلت اللجنة الوطنية لضحايا الطرد من السكنات منذ الإعلان عن ميلادها من طرف الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان جناح حسين زهوان، أكثر من 121 ملف لعائلات تم طردهم من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب تقييدهم لأكثر من 202 طفل ينتمون لهذه العائلات محرومين من حق التعليم لعدم حيازتهم على شهادات الإقامة، معبرة عن استياء شديد لعدم تحرك الجهات الوصية وعدم وفائها بوعدها لاسيما شخص وزير التضامن جمال ولد عباس على اعتباره قد وعد بعض العائلات بالإسكان بيد أنه لم يوف بوعده. وفي الندوة الصحفية التي عقدتها العائلات أمس بمقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، قال الناطق الرسمي باسم هذه العائلات حيكم سالمي ''إننا نطالب الجهات الرسمية والوصية أن تقف وقفة جدية عند أزمتنا وأن تعجل بتحقيق مطلبنا في الإسكان، أو على الأقل أن تعطينا شاليهات نأوي بها أفراد أسرتنا وأطفالنا المحرومين من العيش بعد أن تم طردنا قبل حلول الشتاء''، وأضاف ممثل العائلات ''ضاع أطفالنا وفقدوا دراستهم لقد باتوا يهددونا وهم صغار بالحرقة''. وهدد الناطق باسم العائلات بأنهم سيتحركون بقوة بالاعتصام على مستوى كامل مقرات ولايات الوطن والإقدام على الانتحار الجماعي، موضحا بالقول ''نحن سنتريث وسنعطي فرصة أخرى للجهات المعنية وإذا لم تتحرك وتمنحنا سكنات أو شاليهات قبل أن تدركنا الشتاء سننفذ تهديداتنا''. وتساءل المتحدث عن سبب رفض الجهات المسؤولة العمل بمقترحاتها في الوقت الذي يتزايد فيه عدد ضحايا الطرد من السكنات على اعتبار الرقم الذي تم الكشف عنه لا يعكس الرقم الحقيقي للمطرودين من السكنات لأن منهم، مثلما قال سالمي حكيم ، من يرفض الالتحاق بهم وتقديم ملفه لأنه يخاف أو لأنه فقد الثقة في كل الناس. وأشار الناطق باسم ضحايا الطرد إلى أن هدفهم هو الاستفادة من السكنات لأنهم جزائريون ولهم الحق في أن يعيشوا في سكنات لائقة شأنهم شأن باقي المواطنين، بيد أنه أبرز أن وسيلتهم لن تكون أبدا الاحتجاجات إلا إذا فضلت الجهات المعنية التزام الصمت''، كاشفا في هذا السياق ''نحن نعيش في العراء لأننا طردنا من سكناتنا وترفض البلديات حل المشكل لكن صمت المسؤولين لا محالة سيدفعنا نحو التحرك بقوة والاحتجاج في الشارع''.