أسدل الستار، أمس، على فعاليات الطبعة ال14 للصالون الدولي للكتاب بالمركب الاولمبي محمد بوضياف، بعد عشرة أيام من النشاط والفعالية. ولعل أهم شيء يمكن تسجيله خلال هذه الطبعة، بالإضافة إلى غياب معظم دور النشر العربية والأجنبية التي اعتادت المشاركة في هذا الصالون، هو تأكيد بعض دور النشر العربية والمحلية مقاطعتها للتظاهرة في طبعاتها اللاحقة نظرا لسوء التنظيم الذي خيم على معرض هذه السنة. ضيق المساحة والرطوبة يعيقان نجاح الصالون عبرت بعض دول النشر العربية والمحلية التي توقفت عندها ''الحوار''، أول أمس، خلال جولة قمنا بها عبر أجنحة المعرض، عن استيائها إزاء سوء التنظيم الذي ميز طبعة هذه السنة بفعل تحويل قبلة المعرض من قصر المعارض الصنوبر البحري إلى المركب الاولمبي محمد بوضياف. هذا التحويل نجمت عنه نقائص ومشاكل عدة لخصها ممثلو دور النشر في نقص المساحة الإجمالية للعرض التي لم تتجاوز 20الف متر مربع، الأمر الذي اثر على مساحة كل دار نشر شاركت في المعرض والتي تحصل أغلبها على مساحة ضيقة على حد قولهم، وهي مساحة لم تكفهم لعرض كل منتوجاتهم التي لم يسعها فضاء العرض. إلى جانب ضيق المساحة اشتكى هؤلاء العارضون من نقص التهوية داخل الخيمة مما تسبب في تسرب الرذاذ من أعلى الخيمة الذي أتلف بعض الكتب المعروضة. نقائص كانت عائقا أمام الناشرين في تحقيق الربح المرجو. استمرار حجز البضائع حتى اليوم التاسع من التظاهرة لعل أهم شيء لفت انتباهنا ونحن نواصل تجولنا داخل الخيمة في اليوم ما قبل الأخير من المعرض، هو بقاء بعض دور النشر العربية حتى اليوم التاسع من التظاهرة فارغة الرفوف تحوي بعض صناديق من الكتب ليس إلا، منها مركز الناقد الثقافي سوريا، ووزارة الثقافة أبو ظبي والهيئة العامة السورية للكتاب، حاولنا الاقتراب من ممثلي هذه الدور بعضهم كان غائبا والبعض الآخر أكد لنا أنهم لم يستلموا كل بضاعتهم حتى أول أمس لأسباب يجهلونها. الصالون يتحول من معرض للكتاب إلى معرض للتحف وأغرب ما في الأمر أن بعض الحرفيين استغلوا شغور بعض أجنحة العرض لعرض منتوجاتهم من تحف ومعروضات مصنوعة من مادة السيراميك والجلد، ليتحول بذلك المعرض من هدفه الأساسي من معرض للكتاب إلى معرض تجاري للحرف التقليدية، علما أن الجناح لاقى إقبالا واسعا من قبل زوار المعرض الذين تهافتوا على شراء التحف بدل الكتاب. ابن كثير.. الترميذي والجوزية في صدارة مبيعات الصالون كما جرت عليه العادة لاقت الكتب الدينية، خاصة في اليوم ما قبل الأخير من المعرض، إقبالا واسعا من قبل الوافدين عليه. ولعل أهم العناوين التي كثر عليها الاقبال في طبعة هذه السنة تفسيرات بن كثير، جديد الدكتور محمد حسان ''جبريل يسأل والنبي يجيب'' في سبعة مجلدات، ''روضة المحبين ونزهة المشتاقين'' لابن القيم الجوزية، ''اصول الفقه محمد الحضري'' و''الداءوالدواء'' لابن قيم الجوزية فضلا عن كتب الترميذي ومحمد ياسين.