شهدت الطبعة ال13 للصالون الدولي للكتاب الذي تختتم فعالياته اليوم بقصر المعارض الصنوبر البحري في الجزائر، مشاركة ضعيفة من قبل دول النشر العربية والاجنبية التي وصل عددها الى 145 دار نشر، وهو ما يعني انخفاضا بنسبة 27 بالمئة مقارنة بالطبعة الفارطة التي سجلت مشاركة 400 دار نشر عربية وأجنبية. ولعل السبب الرئيسي في هذا التراجع في نسبة المشاركة الدولية، حسب الناشرين يرجع بالدرجة الاولى الى تزامن فترة انعقاد الصالون في الجزائر مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في طبعته ال27 . ضعف في المشاركة العربية والأجنبية في الصالون أثر قرار اللجنة العليا لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بتوجيهات من الحاكم سلطان بن محمد القاسمي بشأن إعادة جدولة معرض الكتاب من خلال تغيير موعد انطلاقه الذي كان في بداية ديسمبر من كل سنة الى نهاية شهر اكتوبرابتداء من هذا العام، أثر بشكل واضح على فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، وهو ما يلاحظ على انخفاض نسبة مشاركة الدول الاجنبية سيما دور النشر المعروفة التي اعتادت المشاركة في فعاليات الصالون كدار جاليمار للنشر، دار اليمامة ودار المحبة ودار غار حراء السورية، فيما اقتصرت المشاركة الدولية لهذه السنة على بعض دور النشر العربية والأجنبية منها الدار المصرية اللبنانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، اتحاد كتاب تونس، اتحاد كتاب المغرب، دار بن جزم اللبنانية، منشورات لاروس الفرنسة، والشركة السويسرية للنشر والمنشورات البلجيكية، فضلا عن أن اغلب المشاركين يمثلون مكتبات وهيئات خاصة للنشر منها ما شارك لأول مرة كالمكتبة الثقافية المصرية والاتحاد الافريقي والشركة اللبنانية للنشر وغيرها، الامر الذي ادى ألى تقلص في مساحة العرض لهذه السنة بعدما كانت تقدر ب 14700 متر مربع موزعة على ثلاثة أجنحة خلال الطبعة الفارطة، لتتقلص الى نحو 10 الف متر مربع هذه السنة موزعة على جناحين، حيث ان الطابق العلوي من المعرض لم يستغل للعرض هذه السنة. كتب الناشئة شبه غائبة عن رفوف العرض لعل ما يلفت انتباهك في الطبعة ال13 من فعاليات الصالون الدولي للكتاب وانت تتجول بين اجنحة العرض، هو قلة المشاركة المخصصة للطفل رغم ان شعار هذه الطبعة وجه خصيصا للناشئة ''اقرأ لي كتابا''، وهو ما أوضحه القائمون على المعرض، من خلال تاكيدهم أن اكثر من 50 بالمئة من المشاركة في الصالون هذا العام ستكون موجهة للأطفال. غير ان الواقع يظهر عكس ذلك تماما، حيث ان دور النشر المختصة في إنتاج كتب الطفل والحاضرة في الصالون لم تتعد أصابع اليد، ناهيك على أن دور النشر الاخرى لم تحرص على جلب أكبر عدد من القصص الترفيهية والثقيفية الخاصة بالطفل مقارنة بالسنة الماضية بقدر حرصها الشديد على المشاركة بأكبر عدد من الكتب الخاصة بالطبخ وكذا الكتاب الديني بالنظر الى الرواج الكبير الذي عرفه هذا النوع من الكتب خلال الطبعات المتواصلة للصالون، على الرغم من أن القائمين على الصالون كانوا قد أكدوا على ان طبعة هذه السنة تهدف الى ترقية صناعة الكتاب في الجزائر وخدمة القارئ، وأن الصالون يعتبر فضاء لترقية الفعل الثقافي وفرصة سانحة لتلاقي وتواصل المهنيين والمثقفين بشكل عام وليس تجاريا محضا. إلا أن كتب الطبخ والكتب الدينية احتلت الصدارة على رفوف أجنحة العرض ككتب الحلويات التقليدية وكتب الطبخ العصري والتقليدي، بالإضافة الى كتب الدين ككتب الفقه والتفسير وكتب السيرة النبوية التي شهدت إقبالا منقطع النظير من قبل زوار المعرض وحققت وحدها رقما قياسيا في نسبة الإقبال والاقتناء، فيما غابت العناوين الجديدة عن رفوف معرض هذه الطبعة. جدلية الأسعار والتخفيضات ظاهرة أخرى استوقفتنا ونحن نجول بين أروقة المعرض هي ظاهرة الأسعار التي كانت ملتهبة والتي أثقلت كاهل المواطن البسيط ذي الدخل المحدود، فعلى الرغم من نسبة الإقبال المرتفعة التي شهدها الصالون سيما في أيامه الاخيرة إلا أن أغلب الزوار جاؤوا بغرض الفضول وتصفح بعض العناوين التي عجزوا عن اقتنائها بحثا عن لافتات التخفيضات التي اعتادت دور النشر على وضعها في الأيام الاخيرة من المعرض، غير أن هذه التخفيضات لم يوجد لها أثر في طبعة هذه السنة، ولمعرفة سبب ذلك اقتربنا من بعض دور النشر حيث اوضح لنا ممثل الدار اللبنانية أنه وبالنظر الى محدودية مبيعاتهم ''استعصى علينا وضع تخفيضات لأن ذلك يؤثر على نسبة أرباحنا''. من جهته اكد ممثل الهيئة المصرية للكتاب أن أسعار هذه السنة جد مدروسة ولسنا بحاجة الى التخفيضات''، رغم أن زوار المعرض أجمعوا على أن أسعار الكتب مرتفعة جدا.