أرجع كثير من المبدعين العرب انتشار الكتابات الجنسية أو توظيف الجنس بشكل واسع في كتاباتهم الأدبية ولاسيما في السنوات الأخيرة إلى الرواج الكبير الذي يشهده هذا النوع من الكتابات، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها من قبل القراء. خاصة بعد أن أصبحت كتابات الجنس اختراقا لأحد الطابوهات المحرمة في البلاد العربية. سلافة الحجاوي: توظيف الجنس في الكتابات عملية تجارية بحتة أبرزت الشاعرة الحجاوي أن توظيف الجنس في الكتابات الأدبية عملية تجارية بحتة لا أقل ولا أكثر. كما أنها تعبر عن رغبة الكاتب في إدخال الجيل الجديد المتعطش إلى الحرية إلى عالم لا يعرف الخطوط الحمراء على حد تعبيرها من خلال هذا النوع من الروايات فيقبل عليها الشباب بشكل كبير بعد أن كان مقيدا بمجموعة من الضوابط التي فرضها عليه المجتمع. السعيد بو طاجين: أبغض الكتابات التي تتخذ من الجنس موضة أوضح الكاتب والناقد بوطاجين أن الكاتب له خيارات عديدة وهو حر فيها، بيد أن بعض النصوص الأدبية التي تأسست على الجنس هي نصوص واقعة تحت تأثير قناعات مستوردة أحيانا وحتى تتضح الفكرة جيدا علينا معرفة ملابسات وخلفيات الكتابة. فنحن نلاحظ أن الكثير من الجوائز تمنح لكتاب يعدلون عن بعض المقومات كالدين واللغة والوطن والسياسة والأخلاق، كما أن هناك كتبا يضيف بوطاجين تترجم انطلاقا من المضامين وليس من فنية النص أو حماسيته مستشهدا في ذلك بالمترجمة الإيطالية يولندا قواردي في بعض مقالاتها ومحاضراتها. وفي سياق متصل أبرز بوطاجين أن هذا الأدب له فلسفته أحيانا، إلا انه يمكن القول إنه يؤسس على فلسفة واضحة بقدر ما يسعى إلى استيراد وجهات نظر غيرية. وأنا لا أميل إلى هذا النوع من الكتابات التي تتخذ من الجنس موضة لتسويق الكتاب أو لتحقيق الربح المادي أو أن نستورده من بعض الدول التي ترغب في محو مقومات الآخر، فقد يكون هذا النوع ظرفيا، حسب رأي بوطاجين، لكنه قد يكسب قيمة إن هو عالج المسألة انطلاقا من رؤى جمالية محضة. ويعود صاحب ''اللعنة عليكم جميعا'' ليؤكد أن القارئ والزمن كفيلان بمنح هذا النوع قيمته الحقيقية. عبد الجليل الازدي: الجنس من بين المحظورات في الكتابات العربية أوضح الناقد المغربي الازدي أن مسألة الجنس، السلطة، السياسية والطبقات الاجتماعية والاعتقاد السياسي من الموضوعات المحظورة في المجتمع العربي وهي تشكل الثالوث المحرم أو ما أسماه محمد أركون بالسياسي المغلق هي محرمات، وحينما يأتي مستثمر الجنس بمختلف أشكاله في الكتابة الروائية يعني اختراق محرم من المحرمات، هذا عمل ثقافي جاد. وأعتقد أن اختراق الطابوهات من مهام المثقف لكن يجب أن يحافظ على واجبه النقدي وهنا أنا مع الكتابات الجنسية التي تكون وفق سياق معين ولكن ليس من أجل الحديث عن الجنس فقط.