اعتبر البروفيسور مصطفى خياطي أن الجزائر، المغرب وتونس تحتل نفس المراتب في انتشار داء السيدا إذا قارنا ذلك بنسبة تعداد السكان، حيث أكد بأن 80 ٪ من الإصابة في الجزائر تتم عن طريق الجنس. أشار البروفيسور '' خياطي'' إلى وجود 1000 مصاب بالإيدز وأكثر من ذلك بكثير عدد الحالات الحاملة للفيروس التي لا تمثل سوى الأشخاص الذين تقدموا للمستشفيات بغرض العلاج، حيث تمس جميع الشرائح الاجتماعية من رجال ونساء، إلا أن فئة الشباب هي الأكثر تضررا، لذلك دعا إلى ضرورة تشجيع الزواج المبكر لديهم. ونوه إلى أنه أمام التحديات الصحية الكبرى لابد من تجنيد كل القطاعات الحكومية لمجابهة مرض العصر والحد من انتشاره. وأضاف في حديثه أن هذا الداء يمس جميع الفئات الاجتماعية رجالا ونساء، لكن وجوده عند الشباب أكثر من الفتيات بحكم أنهن ولجن التعليم بنسبة كبيرة عكس الشباب، إضافة إلى أزمة السكن التي يتخبط فيها الكثير منهم، وبالتالي يعد هذان العاملان أساسيين في ارتفاع معدل سن الزواج والذي قدر ب 31 سنة لدى الفتيات و34 سنة بالنسبة للرجال. هذه الظروف الصعبة ستدفع ومن دون شك إلى ممارسة الجنس بدون الوعي بالخطورة والعواقب الوخيمة. وأشار إلى أنه لابد من الرجوع إلى التعاليم الإسلامية ولابد من تزكية الزواج المبكر لدى الشباب حتى نحافظ عليهم من الضياع الذين نلحظ أنه يزداد يوما بعد يوم، وعلى سبيل المثال إبان ثورة التحرير كانوا يشجعون الزواج ولا يمنعونه. ونوه إلى ضرورة محاربة ما أسماهم بتجار الجنس الذين وزعوا في كل مكان في الأحياء الجامعية في الفنادق وغيرها من المرافق العامة، وهذا طبعا ما ينذر بخطورة الوضع فامرأة حاملة للفيروس تتعاطى تجارة الجنس وتمارس ذلك 25 مرة في الشهر، إذ هناك 1000 حالة مرضية تمس 1000 رجل في السنة الواحدة. وأضاف في حديثه أنه مادامت ليست هناك بيوت دعارة رسمية تخضع لتعليمات صحية فهي إذن غير معروفة، ولهذا تبقى العلاقات الجنسية في الخفاء وهذا ما يعيق المتابعة المستمرة، رغم أننا ساعدنا الكثير من النساء حاملات الفيروس حتى لا يتأذين، حيث ومنذ 10 سنوات من المتابعة ونحن نسجل نسب الاصابة بالإيدز بسبب العلاقات الجنسية غير الشرعية وأبطالها تجار الجنس الذين يعملون على نشر الفيروس. وعن ما تقدمه وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات فيما يخص ملف السيدا، أكد خياطي أن كل الأرقام التي تقدمها الوزارة ليست دقيقة لكونها لا ترتكز على دراسات ميدانية، فهي تطلب من مدراء الولايات الأرقام وهم بدورهم يطلبونها من المستشفيات وبالتالي فهي ليست بالأرقام الصحيحة ولا الدقيقة. وتساءل ''البروفيسور'' خياطي عن حال وزارة الصحة بعد 47 من نشأتها ورغم ذلك لا يوجد فيها مكتب دراسات ولا متابعة للأوبئة بصفة دقيقة إضافة إلى انعدام مراكز المراقبة. ودعا إلى ضرورة تجنيد كل القطاعات والطاقات، إلى ضرورة التنسيق في ملف السيدا وأن لا يكون موسميا أو بمناسبة اليوم العالمي للسيدا. وأضاف: ''لابد من دعم الدولة، والتحسيس على مدار السنة بخطورة الداء في المدارس وفي الشواطئ وفي ملاعب كرة القدم وخاصة في فصل الصيف''.