إنتقد البروفيسور تاج الدين عبد العزيز، رئيس جمعية "الحماية ضد السيدا حق الوقاية" بغرب البلاد، الإنقطاع المتكرر في توفير الأدوية المضادة للفيروسات المستعملة في علاج المصابين بمرض الإيدز، وأوضح خلال مشاركته في يوم دراسي حول "داء السيدا في السجون" المنعقد مؤخرا بمدينة معسكر،أن مثل هذا الإنقطاع غير مبرر لأنه يعود إلى سوء التسيير لهذا الملف الحسّاس مبرزا الآثارالسلبية الناجمة عن ندرة هذا النوع من الأدوية سواء على المرضى أنفسهم أو على مستوى تطور الفيروس المسبب للداء. وقدّر الأستاذ تاج الدين عدد المرضى الخاضعين "للعلاج الثلاثي الأدوية" ضد داء السيدا بالجهة الغربية ب 660 مريض، وهو ما يمثل نسبة 56،54٪ من إجمالي المصابين بهذا الداء بغرب البلاد، ورغم ذلك يعانون من انقطاع الأدوية من حين لآخر، كما هي عليه الحال في الوقت الراهن، وهو "أمر غير مقبول"، كما قال، منتقدا في السياق ذاته الآليات المعتمدة حاليا في انتقاء المرضى الذين يخضعون لهذا النوع من العلاج "الثقيل" كما نعته، لأنها آليات تفرض على المصابين إلى الإنتقال الجزائر العاصمة، لإجراء الفحوصات بواسطة تجهيزات طبية خاصة، متسائلا عن المانع من توفير مثل هذه التجهيزات بالجهة الغربية، للتخفيف من معاناة المرضى، علما أن هناك 473 مريض بالسيدا بغرب البلاد لا يخضعون في الوقت الراهن للعلاج الثلاثي. من جهة أخرى، دعا نفس المتحدث، إلى ضرورة تطعيم كل المساجين ضد داء إلتهاب الكبد الفيروسي للحد من انتشاره في هذه الأماكن المغلقة ومنها في المجتمع ككل، مجددا مطلبه بفتح المؤسسات للجمعيات الناشطة في الوقاية من مختلف الأمراض ولا سيما الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس لتقوم بدورها في توعية وتحسيس المحبوسين بنجاعة وأهمية الإجراءات الوقائية. وبخصوص اهتمام الجمعية التي يرأسها بفئة المحبوسين بصفة خاصة أكد رئيس الجمعية، أن هذه الأخيرة قضت قرابة العشر سنوات في تحسيس وتوعية مختلف فئات المجتمع بأخطار مرض السيدا وكيفية الوقاية منه، وحان الوقت لتركز جهودها حاليا على الفئات الهشّة من المجتمع، ومنهم من أسماهم "بعمال الجنس" من الجنسين والمدمنين، والمحبوسين ملاحظا أن كل الدول أصبحت تهتم أكثر بهذه الفئات الإجتماعية المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بداء الإيدز. وأوضح البروفيسور تاج الدين في السياق ذاته أن كل الوسائل الممكنة ينبغي الإستعانة بها للتغلب على الفيروس الناقل للعدوى بما في ذلك كسر الطابوهات وتجاوز بعض الأعراف والتقاليد الإجتماعية التي تسهل انتقال العدوى، لا سيما وأن العدوى لم تعد مقصورة على الفئات الهامشية كما كان عليه الأمر في بداية ظهور الداء في الجزائر. للإشارة، فإن جمعية "الحماية ضد السيدا حق الوقاية" لا تخفى لوجودها في نشاطها التحسيسي والتوعوي، إلى توزيع "الواقيات" وتشجيع "عمال الجنس" على استعمالها للحد من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس، بحجة أن 92٪ من المصابين بداء السيدا بغرب البلاد (أي 1220 مريض) انتقل إليهم الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية.