تدور هذه الأيام ''حرب'' طاحنة بين الدبلوماسية الجزائرية والمصرية على خلفية ما خلفه ما اصطلح عليه بلقاء ''الرعب'' الذي عاشه الجزائريون في القاهرة ، فمباشرة بعد رواج إشاعات تفيد بتعرض مصريين للضرب في الجزائر وتخريب ممتلكاتهم كأقل رد فعلي على التجاوزات الخطيرة التي عاشها المناصرون الجزائريون في القاهرة وصلت الى حد تسجيل إصابات خطيرة وحديث عن سقوط قتلى ، خاصة بعد الروايات التي لم يصدقها الجزائريون والتي قيل أنها أغرب من حكايات ألف ليلة وليلة. وعلى هذا الأساس أجرى أمس أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري اتصالا هاتفيا مع نظيره الجزائري أحمد أويحيى لضمان سلامة المصريين المقيمين في الجزائر وصرح محمد ناصر محمد علاء الدين المدير الإقليمى لمكتب مصر للطيران بالجزائر تناقلتها وسائل إعلام مصرية أمس بأن المتظاهرين قاموا بإتلاف محتويات المكتب بالكامل رغم تأكيده على إبلاغ السلطات الجزائرية منذ عدة أيام بضرورة تعيين حراسات مشددة على المكتب وخاصة قبل مباراة منتخبي مصر والجزائر إلا أن السلطات الجزائرية قامت بتعيين عدد غير كاف من عناصر الأمن حسبه. وأضاف أن هذه الواقعة تعد الأولى منذ إنشاء مكتب مصر للطيران في الجزائر منذ الستينيات من القرن الماضي، حيث يعد أقدم مكتب طيران في الجزائر, معربا عن أسفه لحدوث هذه الواقعة. إلى ذلك أجرى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية اتصالا مماثلا مع نظيره مراد مدلسى. وصرح السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية مؤكدا على أن العلاقات المصرية الجزائرية أقوى من أن تتأثر بأعمال الشغب ضد المصريين أو محاولات ترويج الشائعات حول تعرض بعض الجزائريين في مصر لاعتداءات من المصريين . ونفى السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الشائعات التي ترددت عقب مباراة مصر والجزائر السبت عن إصابة بعض الجزائريين في أحداث شغب بالقاهرة، مؤكدا أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الخارجية وسفارة مصر بالجزائر، حيث تم الاتصال بأجهزة الأمن الجزائرية لضمان سلامة وأمن جميع المصريين العاملين في الجزائر. ولم يصل الأمر عند هذا الحد بل استدعت وزارة الخارجية المصرية أمس سفير الجزائر في القاهرة عبد القادر حجار للتأكد من أن سلطات بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصريين في الجزائر، على حسب ما زعمته. وقال عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية للصحفيين إنه التقى السفير حجار للتأكد من أن : ''السلطات الجزائرية تقوم بالواجب المطلوب منها لتأمين المواطنين المصريين الموجودين بالجزائر وحماية المصالح المصرية في أعقاب التقارير التي وردت إلينا من سفارتنا هناك والتي تفيد بتعرض بعض مواطنينا وبعض مصالحنا هناك لاعتداءاتز. وأكد الدبلوماسي المصري أن ''هناك تعاونا مستمرا بين المسئولين في البلدين من أجل حماية الجالية المصرية في الجزائر والجالية الجزائرية في مصر وأنه من المهم التهدئة. من جانبه صرح السفير حجار للصحفيين أنه لم يتلق معلومات حتى مساء الأحد عن إصابة مصريين بالجزائر. وعلى هذا الأساس وغداة تواجد المنتخب الجزائري في القاهرة ومباشرة بعد تعرضه للضرب الوحشي من قبل شرذمة من المناصرين المصريين تحرك وزير الخارجية مراد مدلسي وأجرى اتصالا هاتفيا مع أعلى القيادات في الدولة مطالبا باستفسارات حول الموضوع إلى جانب توفير الحماية الكاملة للجزائريين من اللاعبين والمناصرين فيما استدعي السفير المصري بالجزائر من قبل الخارجية وتوجيه توبيخ حذر إليه، وأدان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وهو من على أرض القاهرة ب ''قوة'' الاعتداء ''الخطير'' الذي تعرض له الفريق الوطني بعد خروجه من مطار القاهرة. وحسب متتبعين للشأن الدائر هذه الأيام فإن الدبلوماسية الجزائرية تتعامل بدرجة كبيرة من الحذر والتعقل رغم التجاوزات المصرية الخطيرة في حق الجزائريين، والدعاوي إلى الحفاظ على أواصر العلاقات القوية بين البلدين .