ناقش مشاركون في مؤتمر الطيران العربي بالعاصمة القطرية الدوحة أمس سبل الحد من التلوث الذي تسببه الانبعاثات السامة من صناعة الطيران، والبحث عن مصادر بديلة أقل ضررا على البيئة. ويسبق المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن 22 دولة ويعقد تحت شعار ''السماء الزرقاء''، بأسابيع قليلة قمة المناخ العالمية التي تعقد الشهر المقبل في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن. وسيسعى القادة الحاضرون إلى وضع إستراتيجيات وتحديد أفق زمني للحد من الانبعاثات الصناعية السامة المتهمة بالتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني القطري عبد العزيز النعيمي في كلمة الافتتاح إن الهدف الأساسي من المؤتمر هو التخفيف من آثار تشغيل العمليات الجوية المختلفة على البيئة، وعبر النعيمي عن أمله في أن تتوحد الجهود العربية لحماية الأجواء من كل الأضرار البيئية الناجمة عن الطيران المسؤول عن 3 بالمئة من الحجم الإجمالي الانبعاثات السامة على مستوى العالم برمته. وأضاف أن الأساطيل الجوية العربية المدنية جديدة وهي بالتالي أقل تلويثا للبيئة مقارنة بأساطيل أخرى، لكنه أوضح أن العرب يعاملون مثل غيرهم الذين يملكون أساطيل ملوثة للبيئة. ورغم أن الطيران المدني العربي مسؤول عن نسبة قليلة من التلوث الناتج الذي يتسبب فيه قطاع الطيران على مستوى العالم، فإنه يجد نفسه مدعوا إلى تطوير وسائله بما يتناسب مع الجهد الدولي للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وسيفرض هذا على الدول العربية وضع إستراتيجية موحدة تأخذ في الاعتبار خصوصية المنطقة العربية تحضيرا لقمة المناخ بكوبنهاغن. وفي هذا الإطار سيتعين على الدول العربية أيضا ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الطيران المدني لتطوير منشآته ووسائله بما يتفق وذلك الجهد الدولي المتعلق بالبيئة. بيد أن هذا سيفرض على الدول العربية تحمل تكاليف باهظة في سبيل ذلك الهدف، رغم أن طيرانها المدني يظل حتى الآن من بين الأكثر صداقة للبيئة. وتجدر الإشارة إلى أن الطيران على مستوى العالم كله ينقل سنويا ثلاثة مليارات مسافر، إلى جانب أربعين مليون طن من البضائع.