اعتقلت الشرطة الدانماركية نحو 1000 شخص في العاصمة كوبنهاغن، يوم السبت، في مظاهرات جماهيرية لمطالبة المفاوضين في محادثات الأممالمتحدة للاتفاق على معاهدة قوية لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض، بينما تشير التقارير إلى تحقيق بعض التقدم في بعض محاور المحادثات. ونظم عشرات الآلاف مسيرة عبر المدينة في إطار يوم عالمي للعمل تضمن تجمعات حاشدة من أستراليا إلى الولاياتالمتحدة وكندا وإندونيسيا والصين والفلبين، ولكن أعمال عنف تفجرت في إحدى المراحل عندما حطم متظاهرون نوافذ وأضرموا النار في سيارات. ونفذت الشرطة هذه الاعتقالات بعد أن ألقى ناشطون زجاجات وحطموا نوافذ بعض المحال. وقال منظمون، إن ما يصل إلى مائة ألف شخص شاركوا في المسيرة معربين عن أملهم بأن تضع مسيرتهم ومسيرات أخرى في شتى أنحاء العالم ضغوطا على قمة ختامية يشارك فيها 110 من زعماء العالم الخميس والجمعة. كما شهدت جميع المدن الأسترالية الرئيسة مسيرات ضد ظاهرة الاحتباس الحراري لحث الساسة على اتخاذ إجراءات جريئة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإبرام اتفاق بديل لبروتوكول كيوتو. وتجمع مئات الكنديين في مدن تورونتو وفانكوفر وأوتاوا وكيبيك وهاليفاكس ونظموا مسيرات مطالبين زعماء العالم الذين يحضرون قمة المناخ بإيجاد حلول لظاهرة الاحتباس الحراري واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد مخاطر التلوث. وداخل قاعة المؤتمرات أعلن المندوبون تحقيق تقدم على بعض الجبهات، ولكن من المرجح ترك أصعب القرارات بشأن توزيع القيود على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتمويل اللازم لمساعدة الفقراء لاجتماع القمة. وقالت الوزيرة الدانماركية السابقة للمناخ كوني هيديغارد حققنا تقدما كبيرا في الأسبوع الأول وأضافت أن محادثات تجرى، أمس، مع 48 وزيرا للبيئة، وأكدت أن هناك مهمة صعبة في الأيام القليلة المقبلة. وأضافت: أن المفاوضين أحرزوا تقدما بنصوص مثل تحديد كيف يمكن تزويد الدول النامية بالتكنولوجيات الخضراء الجديدة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وفي تشجيع استخدام الغابات لامتصاص الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض. لكن مندوبين آخرين قالوا، إنه ما تزال هناك انقسامات عميقة بشأن قضايا مثل جمع الأموال لصالح الدول الفقيرة والمشاركة في تحمل عبء القيود على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وكانت مصادر في كوبنهاغن قالت الجمعة، إن الوفود في مباحثات قمة تغير المناخ تقترب تدريجيا من الاتفاق بشأن وضع أهداف انبعاثات محددة في إشارة إلى اقتراب المسودة من أن تكون اتفاقية. وتتطلع مسودة الاتفاق إلى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري في الدول الصناعية بمقدار 25 ٪ و40 ٪ مقارنة بمستويات العام 1990 وذلك بحلول العام 2020 ومن 75 ٪ إلى 95 ٪ بحلول العام .2050 أما الدول النامية، فالمستهدف هو خفض الانبعاثات من 15 ٪ إلى 30 ٪ بحلول العام 2020 مقارنة بالانبعاثات التي قد تحدث بحلول ذلك العام إذا لم تتخذ إجراءات تغير المناخ. وذكر النص أيضا هدفا طويل المدى بتخفيض نسبته من 50 ٪ إلى 95 ٪ للانبعاثات الغازية من جانب جميع البلاد بحلول العام .2050