يستأنف الأساتذة الجامعيون اليوم عملهم بعد إضراب دام قرابة أسبوعين على خلفية تأكيدهم على ضرورة أن تجسد وزارة رشيد حراوبية التوجيهات الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على أرض الواقع. بعد أسبوعين تقريبا من التعطيل عن الدراسة، خلص اجتماع المكتب الوطني لأساتذة التعليم العالي بقرار العودة إلى العمل وفتح المدرجات للطلبة، غير أن هذا القرار المتبنى من طرف الكناس جاء مصحوبا بعدة شروط، أولها عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أقرب الآجال على الوفاء بوعودها التي قطعتها معهم في الاجتماع الأخير، وتجسيد تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي وردت في خطابه الأخير لدى افتتاحه السنة الجامعية بسطيف. وأبرز الأستاذ عبد المالك رحماني ل''الحوار'' أن تعليمة الوزير الأول باحتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي، وإن كانت مكسبا لهم، إلا أنها تبقى مطلبا واحدا من بين 20 مطلبا مهنيا واجتماعيا، مؤكدا أن تخليهم عن الإضراب كان بعد مناقشة دقيقة وحثيثة لتداعيات الوعود التي قطعتها الوزارة الوصية التي خلصت عن قناعتهم بأن الوزارة الوصية لها كامل الاستعدادات لتحقيق مطالبهم المهنية والاجتماعية، وتهدئة الوضع داخل الجامعة الجزائرية، لاسيما وأن رئيس الجمهورية قد فصل في خطابه في الأمر وأبزر نية ترقية مستوى الأستاذ الجامعي، إلا إذا تم تجسيد على أرض الواقع. وبارك المجلس حسب بيانه الذي حصلت ''الحوار'' على نسخة منه استجابة الأساتذة الجامعيين الذين وقعوا حضروهم خلال الإضراب بقوة بنسبة فاقت كل التوقعات والاحتمالات، مثلما قال الأستاذ عبد المالك رحماني منذ 1998 ، مؤكدا أن كل جامعات الوطن عرفت شللا نسبته قاربت ال 100 بالمئة، معتبرا النسبة ''دليلا قاطعا على شرعية مطالبهم المهنية والاجتماعية المرفوعة على مستوى الجهات الوصية''. وأبرز رحماني أنهم مع الحوار ومع الجلوس مع الجهات الوصية حول طاولة المفاوضات لكن، بحسبه، ما دفعهم لتبني خيار الاحتجاج هو عجز الوزارة الوصية عن احتواء مشاكلهم بالنظر لجملة الوعود التي كانت قد قطعتها معهم على مر الثلاث سنوات الأخيرة، أين فتحت معهم سلسلة من الحوارات لكن هذه الحوارات - يقول الناطق باسم المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي - ''لم تحتو مشاكلنا المهنية والاجتماعية''، مطالبا في هذا السياق السلطات العمومية وتحديدا وزير التعليم العالي رشيد حراوبية بالتدخل العاجل لأجل تحقيق انشغالاتهم إذا ما أرادوا الهدنة الاجتماعية للمؤسسات التربوية والعمل على تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية التي وردت في خطابه الذي ألقاه لدى افتتاحه للسنة الجامعية بسطيف.