طالب المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي من الحكومة بالإسراع في تطبيق القرارات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة من ولاية سطيف، حيث اعتبر المنسق الوطني لل »كناس« خطاب رئيس الجمهورية بمثابة »المرجعية« التي سيعتمد عليها أساتذة الجامعات في خطواتهم المقبلة، كما وصف اللقاء المقبل مع الوزير المقرّر بعد أسبوعين ب »المنعرج التاريخي والخطير« للجامعة الجزائرية على اعتبار أنه سيحدّد مدى جدية السلطات العمومية في التعامل مع مطالب هذه الشريحة. سارع رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى عقد لقاء طارئ مع قيادة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في أعقاب خطاب رئيس الجمهورية بسطيف في افتتاح الموسم الجامعي الجديد على أساس التوجيهات التي قدّمها القاضي الأول في البلاد بضرورة إعادة الاعتبار للأستاذ الجامعي، لكن هذا اللقاء الذي يأتي قبل يومين من موعد إضراب الأسبوعين الذي أعلنت عنه نقابة ال »كناس« لم يخرج بقرار يقضي بوقف الإضراب على اعتبار أن ممثلي هذه النقابة اتفقوا على عقد لقاء ثان مع الوزير في غضون الأسبوعين المقبلين قبل الفصل في الموضوع بشكل نهائي. وبحسب ما أورده المنسق الوطني لل »كناس« في ندوة صحفية عقدها أمس بالمركب السياحي »الشاطئ الأزرق« بالعاصمة، فإن الاجتماع الذي تمّ عقده مع الوزير حراوبية قرابة ثلاث ساعات اتفق بموجبه على عقد لقاء ثاني بعد 10 أيام أو أسبوعين على أكثر تقدير من أجل الوقوف على مدى استجابة الوصاية لتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن التكفل بانشغالات أساتذة التعليم العالي، مضيفا أن خطاب بوتفليقة بجامعة فرحات بسطيف »حمل بصيص أمل بالنسبة لنا في هذه المرحلة بالذات«. وفي أعقاب دورة طارئة للمكتب الوطني لل »كناس« التي تبعت لقاء الوزير مباشرة، لم تتضح رؤية النقابة بشأن مستقبل الحركة الاحتجاجية، ولكن بناء على كلام عبد المالك رحماني فإن »قرار وقف الإضراب ستحسم فيه الجمعيات العامة يومي الأحد والاثنين على أن يجتمع المجلس الوطني للنقابة يومي 17 و18 من الشهر الحالي في دورة طارئة أيضا للفصل في الأمر، وهو ما يعني أن الدروس وكل النشاطات البيداغوجية ستتوقف ابتداء من يوم غد إلى حين اجتماع هياكل النقابة التي تنتظر من الحكومة التنفيذ الفوري لتوجيهات الرئيس بوتفليقة. وفي السياق ذاته أفاد رحماني بأن اللقاء الذي جمعه بوزير التعليم العالي في وقت متأخر من ليلة الجمعة (العاشرة مساء حتى الواحدة صباحا)، قد تناول بالنقاش 20 نقطة من لائحة المطالب التي ترافع لصالحها نقابة ال »كناس«، مؤكدا أن »حراوبية بدا مقتنعا بأن مشكلة الأساتذة قد تم حلّها بناء على خطاب الرئيس«، لافتا بالمناسبة إلى أنه استفيد من الاجتماع ذاته أن تعليمة الوزير الأول بخصوص تجميد التنازل عن السكنات الوظيفية لفائدة أساتذة التعليم العالي قد تم إلغاؤها رسميا، مثلما كشف عن مناقشة مسألة النظام التعويضي دون أن يذكر تفاصيل أكثر. إلى ذلك قال منسق مجلس أساتذة التعليم العالي إن كل الأمور الجدّية ستتضح خلال الأسبوعين المقبلين، كما حرص على تطمين الأساتذة وإبلاغهم كل التطورات الحاصلة، وإذا كان أن المتحدّث رفض التسرّع في التعامل مع كل هذه المستجدات فإنه لم يتوان بالمقابل في اعتبار »توجيهات بوتفليقة« بمثابة »قرارات على الحكومة والوزارة الوصية أن تسرع إلى تنفيذها«، مجدّدا التأكيد بأن ال »كناس« سيتعامل مع كل هذه التطوّرات على أنها »مرجعية حقيقية« من منطلق أنه »لأول مرة يتحدث رئيس الجمهورية عن مسألة الأجور وضرورة ردّ الاعتبار للأستاذ الجامعي من أجل أن يستعيد مكانته الطبيعية في المجتمع..«.