أمهل المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي الوزارة الوصية أسبوعين للردّ نهائيا على مدى الالتزام بتنفيذ الإجراءات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة في آخر خطاب له في افتتاح السنة الجامعية الجديدة خاصة في الشقّ المتعلق برد الاعتبار للأستاذ الجامعي من حيث تحسين راتبه الشهري، وقد اشترط ال »كناس« التطبيق الفوري لهذه التوجيهات. لم يخرج البيان الختامي للدورة الطارئة للمجلس الوطني لنقابة ال »كناس« عن التفاصيل التي أوردتها »صوت الأحرار« في عددها الصادر أمس نقلا على المنسق الوطني لهذا التنظيم عبد المالك رحماني، حيث أشارت الوثيقة بوضوح إلى أنه لا يمكن التراجع عن خيار الإضراب إذا لم يتم تجسيد كافة الالتزامات على أرض الواقع وهو ما سيتحدّد، وفق الجهة ذاتها، بناء على نتائج الاجتماع المقبل مع الوزير رشيد حراوبية المقرّر بعد حوالي أسبوعين من الآن. وفي انتظار أن تعلن وزارة التعليم العالي عن التدابير التي سيتم اتخاذها بعد خطاب رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع المنقضي بجامعة فرحات عباس بسطيف، فإن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي قرّر الإبقاء على إضراب الأسبوعين لكن بصيغة جديدة لم يعلن عنها التنظيم بشكل صريح باستثناء توجيه تعليمات إلى فروعه عبر مختلف المؤسسات الجامعية من أجل عقد جمعيات عامة اليوم وغدا للوقوف على الأوضاع العامة على أن يجتمع المجلس الوطني لل »كناس« في دورة طارئة يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 نوفمبر للخروج بالقرارات المناسبة. وفي هذه النقطة بالذات لم يوضّح بيان المكتب الوطني للمجلس إن كان الإضراب سيتواصل إلى ما بعد دورة المجلس الوطني على أساس أن كل شيء متوقف على اللقاء المقبل مع الوزير حراوبية بعد أسبوعين، ولكن عبد المالك رحماني ترك الانطباع بإمكانية الخروج بقرار تعليق الحرجة الاحتجاجية يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري ترقّبا لما أسماه »قرارات ملموسة من الحكومة والسلطات العمومية بشكل عام«. وقد شدّد ال »كناس« في بيانه على الحكومة ضرورة تطبيق نفس المعايير المعمول بها في مختلف بلدان العالم في تحديد أجور أساتذة التعليم العالي، حيث تمسّك هنا بما جاء في كلمة الرئيس بوتفليقة الخميس الماضي بمناسبة إشرافه على الافتتاح الرسمي للموسم الجامعي الجديد، مثلما طالب كذلك بوضع سلّم قيم على أساس الكفاءة والاستحقاق، معتبرا أنه من شأن هذه التدابير إعادة الاعتبار للأستاذ الجامعي بما يسمح له ب »استعادة مكانته الطبيعية في المجتمع«. وبدون »مراجعة وضع الأستاذ الجامعي« وتحقيق أرضية المطالب العشرين التي يرافع لصالحها ال »كناس«، فإن الأخير يرى بأنه من غير الممكن التفرّغ لبناء جامعة جزائرية فعالة تكون دوما في خدمة التنمية الوطنية، وفي حال ما تجسّد كل ذلك بعد اللقاء الثاني مع وزير التعليم العالي فإن بيان المكتب الوطني للنقابة لم يتوان في اعتبار الأمر بمثابة »سابقة في تاريخ الجامعة الجزائرية«. جدير بالإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي تجاهلت إضراب الأسبوعين القابل للتجديد الذي كان ال »كناس« قد أعلن عنه، وانتظرت حتى خطاب الرئيس الأخير بسطيف لتسارع في ساعة متأخرة من يوم الخميس إلى استدعاء قيادة هذه النقابة التي أعلنت في وقت سابق على لسان منسّقها الوطني استياءها من موقف السلطات العمومية من الحركة الاحتجاجية »بعدما تعاملت معها وكأنها لا حدث« قبل أن يتغيّر الموقف رأسا على عقب.