أرسلت الحكومة الاسبانية عملاء المخابرات في مركز (سى) بموريتانيا لتعزيز البحث عن الرهائن المخطوفين لمدة أسبوع، إلى جانب إيفاد ضباط من الحرس المدني الإسباني الذين يعملون في جزر الكناري ، خاصة إرسال طائرات هليكوبتر التي كانت تستخدم في مكافحة الهجرة غير الشرعية وقال مسؤول أمني اسباني في تصريح لجريدة ''ألموندو ''أننا تحصلنا على الإذن ليطير سلاحنا فوق الصحراء منذ اختطاف الرعايا الإسبانيين الثلاث. وفي هذه الأثناء حذرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية رعاياها الموجودين في بعض مناطق دولة مالي من الخطر المتزايد للتعرض للاختطاف، ونصحتهم بمغادرة هذه المناطق والتجمع في العاصمة ''باماكو. ويأتي التحذير على موقع الوزارة على شبكة الانترنت اليوم في أعقاب حادث الاختطاف الذي تعرض له ثلاثة إسبان يعملون لصالح منظمة ''برشلونة للعمل التضامني'' الإسبانية غير الحكومية يوم الأحد الماضي خلال مشاركتهم في قافلة مساعدات إنسانية كانت في طريقها صوب العاصمة السنغالية ''داكار. وتضمن التحذير أن مالي، المجاورة لموريتانيا، تستخدم من جانب جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو التنظيم الذي تشير الدلائل إلى مسؤوليته عن اختطاف الإسبان الثلاثة. وحددت الخارجية الإسبانية أقاليم ''تومبكتو وجاو وكيدال'' الواقعة شمال وشرق البلد الأفريقي باعتبارها من المناطق التي يزداد فيها خطر تعرض الرعايا الغربيين للاختطاف. ونصح البيان الإسبان الموجودين في مالي بتوخي أقصى درجات الحذر وعدم استخدام وسائل المواصلات العامة، وعدم الخروج خلال الليل والبقاء على اتصال دائم بالسفارة واصطحاب هاتف نقال متصل بالأقمار الصناعية. يذكر أنه لم ترد حتى الآن أية معلومات حول الإسبان الثلاثة منذ اختطافهم، في الوقت الذي طالب فيه وزير الخارجية الإسباني ميجيل أنخل موراتينوس بالتحلي بالصبر وترك الحكومة تعمل لتحريرهم. و في بيان صادر عن مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأميركية جاء فيه ''في انتظار أن تعلن ما تسمى القاعدة مسؤوليتها يجب اتخاذ الحيطة والحذر أثناء التنقل داخل البلاد''، موضحة أنه ''نظرا لازدياد نشاطات ما يسمى (القاعدة)، فإنه يجب على الأميركيين توخي أقصى درجات الحذر في تنقلاتهم في موريتانيا. وأشار البيان إلى أن السفر أصبح خطرا إلى ثلاث محافظات هي: الحوض الشرقي (شرق)، تكانت (الوسط)، تيرس زمور (الشمال)، وهي متاخمة جميعها لدولة مالي، حيث توجد معسكرات تنظيم القاعدة، ويجب تفاديها. وفي هذا الإطار جندت موريتانيا مساجدها ضد الجماعات الإرهابية فمن منبر مسجد الإمام بداه ولد البصيري، ذكر إمامه ''المختار'' أمس بقضية آليثيا غاميث وروكي باسكوال وآلبرت بيلالتا، ودون أن يسميهم، كانوا حاضرين في شعائر الصلاة. ومن على منبره أوضح المختار بجلاء أن هذا الاختطاف لا يتماشى مع الإسلام، وذلك أمام الاحتمال القائم بأن تكون ''قاعدة المغرب'' وراءه، ''ما أقدموا عليه'' ليس عملا إسلاميا'' كما يؤكد المختار، وهو شاب ثلاثيني إمام في حي ''المشروع'' وكان أحد تلاميذ الرجل الذي يحمل المسجد اسمه، بداه الذي مثل أعلى سلطة دينية في البلاد على مدى أربعين عاما.